القناعات التي تحملها الدولة الاردنية تجاه قضايا الاشقاء ومساندتهم ليست حالة وجدانية او تصريح سياسي او جزءا من الخطابات لغايات اكمال نصاب الموضوعات من قضايا محلية وعربية ودولية ، بل هناك مسار أهم بكثير من الدعم المالي الذي لا نستطيع تقديمه بحكم امكاناتنا لكننا نقدم ما يساعد الاشقاء على ان يخرجوا من تحت سطوة الفوضى وضعف الدولة او ارهاب المتطرفين.
في اخر مقابلة لجلالة الملك قبل يومين مع احدى محطات التلفزة العالمية تحدث الملك بوضوح عن ان الاردن هو الذي ما زال يقوم بدوره في مساندة العراق الشقيق في حربه على تنظيمات التطرف والارهاب ، طبعا اضافة الى الولايات المتحدة ، وان بعض المساندة العربية التي كانت بعد استشهاد الطيار معاذ رحمه الله لم تعد قائمة بعد بدء عملية الحزم في اليمن.
ورغم ان الحرب على الارهاب في العراق فيها مصلحة اردنية الا أن الوقفة الاردنية جزء من الرؤية العامة للحفاظ على استقرار الدول الشقيقة وتخليصها من مشكلاتها الكبرى ، والمساندة الاردنية للعراق ليست فقط عبر العمل العسكري المباشر بل في مجالات عديدة عنوانها بناء مؤسسات الدولة العراقية على اسس وطنية عراقية.
واليمن الملف الاكثر حضورا عربيا ودوليا اليوم ، والاردن وقف الى جانب التحالف العربي ، وفي مجلس الامن ادى دوره كاملا كطرف عربي وعضو في المجلس ، لكنه في النهاية يريد لليمن الاستقرار الحقيقي ، ولهذا تحدث الملك بوضوح ان الحل السياسي هو الحل الحقيقي للأزمة اليمنية ، وهي ذات الرؤية التي يعلنها الاردن منذ سنوات بأن الازمة السورية لن تصل الى نهاية حقيقة دون حل سياسي ، فالسلاح والقتل والموت لا يصنع دولا آمنه ولا استقرارا وليس طريقا لديمقراطية ولا اصلاح.
والاردن ومن خلال الرؤية الملكية المتقدمة تحدث للعالم منذ الشهور الأولى للأزمة السورية محذرا من تحول سوريا الى مركز لقوى الارهاب والتطرف ، وان البديل عن نظام بشار الاسد هو هذه القوى ، وامس كانت اشارة جلالة الملك واضحة وجريئة بأن داعش كانت قبل بشار الاسد ، وأنها كانت في العراق قبل اندلاع الازمة السورية ، لكن هذه التنظيمات استثمرت ( حماس واندفاع !! ) بعض الاشقاء والاصدقاء ودخلت ضمن معادلات الازمة السورية ، وهذا المنطق الموضوعي الاردني يعبر عن مصداقية في توضيح الصورة للعالم ، وخدمة للموقف الاردني الحريص على الدولة العربية السورية ودم الشعب السوري الشقيق.
ليس استعراضا او فوقية سياسية ان نقول اننا في الاردن نكون وحدنا من يتعامل مع كل الملفات بشمولية منطقها ليس البحث عن نفوذ آني للاردن بل عن مصالح من حولنا واستقرار الاشقاء ، وبمعادلة واحدة لم تختلف محدداتها في سوريا عن العراق واليمن ومصر وليبيا التي يعرف اهل الخبرة فيها كم قدم الاردن من اجل ان تكون ليبيا دولة مستقرة ، وكل هذه الرؤية العربية ليست غايتها مصلحة اردنية قصيرة المدى بل واجب عربي نقوم به نحو الاشقاء.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو