الأحد 2024-12-15 17:48 م

.. لهم عقليتهم الخاصة!

12:34 م

نشرت احدى الصحف العبرية مقالاً لنعوم تشومسكي عن «الربيع العربي» بعد ثلاث سنوات وواقع حال الدول التي أُصيبت بحساسياته بمعالم شتى، لكنه وصفها بدل كونها «work of progress الى work of regress. فديكتاتورية النفط نجحت في الضغط على كل عناصر التقدم السلمية: فسوريا تتجه الى الانتحار والتمزق، واليمن موضوع يبدع فيه إرهاب طائرات «درون» - بلا طيار - كما يحبها أوباما، وتونس في وضع اشبه باللغز، وليبيا تفتقد الى وجود حكومة تسيطر على الميليشيات، ومصر وهي الأهم والأقوى عاد إليها العسكر.. مع تأييد شعبي لا يجب أن يحصلوا عليه!!. والعراق اصبح حبيس الصراع السني - الشيعي الذي خلفه العدوان الأميركي - البريطاني!

وتشومسكي هو - وعلى أخف دافيد هيرست - من بقايا ديناصورات اليسار العالمي الذي لم يكن أبداً ماركسياً، ولا حتى اشتراكياً كاشتراكي آسيا وأوروبا، هو ظاهرة ما تزال تستحق الاهتمام، وفي زيارة للولايات المتحدة في مطالع الثمانينيات نعمنا نحن الثلاثة صحفيين عرب بجنون تنبؤاته، التي لم يتحقق منها شيء لكنها كانت تنبثق من افلاطونية سياسية تهدهد في نفس الصحفي القادم من شرق متعصب بعض الهواجس المزعجة!
مثل تشومسكي، كنا نحب زيارات دافيد هيرست بشعره المشعث، وملابسه التي لا علاقة لها بالمكوجي رغم نظافتها. وكان يستطيع أن يقول كلاماً مختلفاً أهمه عندي انه رفع اصبعه في وجهي وقال: أنت مثقف.. كيف تؤيد صدام حسين؟؟ وكنا في دار صديقي مريود التل، فقلت له: انني أؤيد صدام حسين في وقوفه بوجه الموجة الخومينية المعادية للعرب.. لكن قل لي: لماذا تؤيد الخميني وأنت البريطاني شبه اليساري الذي تكتب لصحيفة يمينية؟!
.. ضحكنا!!. فلهؤلاء الناس أفكارهم الخاصة التي ليس من الضروري أن توافقهم عليها، ولكن من المهم ان تستمع إلى تفصيلاتها!
تشومسكي يعرف عن «الربيع العربي» أكثر من هذا الذي ورد في الجيروزاليم بوست. لكنه لا يحب أن يقول كل شيء.. لأن ذلك يتعارض مع طبيعته الفكرية!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة