الأحد 2024-12-15 12:57 م

ليت عبدالله النسور إعتذر!

03:42 م

يُدهشني هذا الشعب الذي ما أن يتناهى لأسماعهِ أن حكومة أخلَت الدوار الرابع لحكومة أخرى جديدة,حتى يُسارع أفرادهُ,وأقصد الشعب نحوَ خزائن أرديتهم بحثاً عن بذلات,وربطات عُنُقٍ,وياقاتٍ مُنشاة تَليقُ للحظات المُمباركة بدءاً من دولتهِ,ومروراً بمعاليهم الواحدَ تِلوَ الآخر!.


ويُدهشني أكثَر القرار الأول الذي تتخذه كل حكومة جديدة آتية حين تُحَدّد فيهِ يومَ,وساعة'المُباركة'!,أي ذلك الوقت الذي يَجوزُ فيهِ لمُطلَق مُواطن أن ينال البَرَكَة إذ تُلامِس كَفّهُ,كَفّ دولتهِ,ومعاليهم الواحد تِلوَ الآخر أيضاً,وأيضاً!.

أما أكثَرَ ما يُدهشني فإن الحكومة وبعد انقضاء حَفل المصافحة والتقبيل فإن أفرادها سيقومون بإطلاق زفير الخلاص من هذا الجمهور ألذي رَحَلَ أخيراً,وهم أي معاليهم يقومون بحَلْ ربطات أعناقهم,وتمديد سيقانهم على الأرائك بُغية أخذ قِسطٍ من الراحة بعد هذا الوقوف المُضني,وتوزيع القُبَل والإبتسامات على شُخوصٍ يلتقونهم للمرّة الأولى!.

وأكثر ما يُدهشني أيضاً,تلك 'السواليف' التي سيسردهاالمُبارِكون على زوجاتهم,ومعارفهم,وقد ينقضي النهار ولا ينتهي السَرْد!.

أنا بطبيعة الحال لا أقصِد حكومة'عبدالله النسور'تحديداً بل كل الحكومات السابقة واللاحقة,ولا أستثني حكومة بعينها,إنما يُدهشني,ويُثير غيظي ذلك الكم من الوقود الذي يحرقه المُباركون للوصول من شتى المحافظات,والبوادي إلى الدوّار الرابع,وكم من المكالمات الخلوية يُسرفون,وكم ساعة من الإختناقات المرورية يتسببون بها من أجل أن تُلاصق أكُفّهم,أكُفّ دولته,ومعاليهم!.

والذي يزيدُ في دهشتي هو قبول الحكومات,وترحيبها بإضاعة الوقت ألذي تصفهُ بالثمين خلال بياناتها,وقراراتها!.

أما ما يدعوني لوقفة تأمُل,هو أن غالبية الذين يُباركون عادةً يتحولون فيما بعد إلى مُعارضين حينما يكتشفون أن الإبتسامات,والقُبُلات ألتي نالوها من معاليهم يوم المُباركة لم تَكُ سوى أوهام!.
بالمناسبة,أنا أحترم,وأقدّر'عبدالله النسور'تقديراً جماً مما دعاني لأتكهن أنه سيعتذر عن إستقبال المُهنئين,لَيتهُ فعلها فلربما كانت سابقة!.

جهاد جبارة
jihadjbara@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة