تفاص?ل مھمة نشرتھا صح?فة 'الغارد?ان' البر?طان?ة عن ا??ام ا?خ?رة التي سبقت تدخل الج?ش في مصر. وإذا كان ما ورد في القصة
صح?حاً، ?نّھا مبن?ة غالباً على روا?ة ق?ادات إخوان?ة، فإنّ توص?ف ما حدث ھو أنّھ ?زاوج ما ب?ن استثمار أخطاء ا?خوان الكب?رة
خ?ل فترة الحكم، مما عزّز القاعدة الشعب?ة العر?ضة المعاد?ة لھم، وب?ن إرادة مسبقة لدى الج?ش والمركز الب?روقراطي الكب?ر في
المعادلة المصر?ة للتخلص من حكم الرئ?س محمد مرسي ومن ورائھ جماعة ا?خوان المسلم?ن وحزب الحر?ة والعدالة.
الحد?ث ھنا ل?س عن الشرع?ة، فھي بالتأك?د تتقرر في صناد?ق ا?قتراع؛ إنما كلمة السر تتمثل في طب?عة المرحلة ا?نتقال?ة وتضار?سھا.
وربما الخطأ الفادح الذي وقع ف?ھ ا?س?م?ون ھو أنّھم لم ?دركوا طب?عة المرحلة ا?نتقال?ة وتضار?سھا الس?اس?ة، وكلمة السرّ في ذلك أنّ
شرط عبورھا والنجاح ف?ھا ھو التوافق ب?ن القوى الس?اس?ة، وعدم استئثار حزب أو طرف في ص?اغة العقد ا?جتماعي، والدستور،
والقوان?ن، بخاصة إذا تزاوجت ھذه المرحلة مع أزمات اقتصاد?ة كبرى تمثّل خزّاناً لقنابل اجتماع?ة؛ من معد?ت بطالة مرتفعة، وفقر،
وحرمان، وتھم?ش.. إلخ.
?عود بنا ذلك إلى العقل?ة ا?س?م?ة عموماً، والمسكونة بھاجس اختطاف'العلمان??ن' لثمار الثورات. فكان الشعور العارم لدى الق?ادات
التنظ?م?ة الحد?د?ة بأنّ عل?ھم عدم إضاعة ھذه اللحظة التار?خ?ة التي تت?ح لھم الوصول إلى 'الحلم التار?خي'- ا??د?ولوجي؛ أيّ 'التمك?ن'
الس?اسي.
الصراع ب?ن 'ا?خوان' والمركز الب?روقراطي كان متوقعاً، وكان ?فترض أن ?قرأه 'ا?خوان' ج?داً قبل أن ?قرروا الوصول إلى السلطة
عبر صناد?ق ا?قتراع، كي ? ?تورطوا في مواجھة غ?ر متكافئة مع ھذا الجھاز ا?خطبوط؛ أو?ً حما?ة للثورة نفسھا من الوقوع في
انقسام داخلي ب?ن القوى المتصدّرة لھا؛ وثان?اً لبناء سد من?ع ضد 'الثورة المضادة'؛ وثالثاً ?نّ المرحلة ا?نتقال?ة نحو الد?مقراط?ة ?
تحسب بعدد أصوات صناد?ق ا?قتراع، وإنّما بالتوافق والتفاھم ب?ن ا?ط?اف المختلفة.
من حق كل حزب س?اسي أن ?سعى إلى السلطة وأن ?حوزھا عبر صناد?ق ا?قتراع، لكنھا في حسابات اللحظة الراھنة، ومع عدم
نضوج الحالة الد?مقراط?ة، وفي ظل وجود تناقضات كب?رة، وت?ار عر?ض ضد الجماعة ومشروعھا، كان على الجماعة أن تكون أذكى
من الوقوع في ھذا الفخ، وأن 'تطبخ' دورھا الس?اسي على 'نار ھادئة'.
الصدام ب?ن ا?خوان والمركز الب?روقراطي (في عمقھ ا?جتماعي)، ھو أ?ضاً صدام ب?ن الطبقة الوسطى الدن?ا في المدن وا?ر?اف
وا?طراف، والتي تمثّل القاعدة العر?ضة التقل?د?ة لجماعة ا?خوان، وب?ن المؤسسات المختلفة الب?روقراط?ة، التي كانت تعبئتھا خ?ل
العقود الماض?ة ضد الجماعة وخطابھا.
وھو صدام ب?ن الجماعة والطبقة المستف?دة من المرحلة السابقة، مثل رجال ا?عمال الذ?ن ?قفون وراء ا?ع?م المصري المعادي بشدة
لجماعة ا?خوان المسلم?ن.
كما أنّھ صدام ب?ن الت?ار?ن الفكر??ن الكب?ر?ن في المشھد المصري؛ ا?س?مي والعلماني، اللذ?ن ب?نھما ما صنع الحداد، من تار?خ طو?ل
من الخصومات الس?اس?ة وأزمة الثقة والتضارب ا??د?ولوجي. وھو ما أسعرت ناره مرّة أخرى ما اعتبره الخصوم محاولة ا?ستئثار
ا?خوان?ة بالسلطة.
ما حدث أنّ ا?نتخابات التشر?ع?ة والرئاس?ة جاءت بحكم ا?خوان ل?ركب على ماك?نة ب?روقراط?ة (إدار?اً وس?اس?اً وأمن?اً) متناقضة
معھ، بل وھنالك إرث من العداء المتبادل ب?نھما، مع وجود برنامج حكم ھز?ل لدى الجماعة؛ فعملت الماك?نة الب?روقراط?ة الضخمة
ضدھم، وھو ما لم ?كن ل?حدث لو تنبّھ ا?خوان إلى طب?عة المرحلة ا?نتقال?ة!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو