الخميس 2024-11-14 12:22 م

ماذا سنفعل في (بروكسيما)؟

08:05 ص

في الوقت الذي يصرخ فيه المتعبون التعساء على كوكبنا: أوقفوا هذه الأرض، نريد أن ننزل. وكأنهم على متن حافلة متمهلة تسمح لهم بالنزول وقت يطرقون على شباكها الزجاجي. في هذا الوقت تحديداً نتلمس البهجة في صفوف علماء الفلك إذ يؤكدون اكتشاف كوكب ربما يكون صالحا للعيش.



الإنسان أكبر من كوكب وأوسع من مجرة، وأسرع من ضوء. ولهذا لم تكن هذه الأرض يوماً على مقاسه أو بحجم أحلامه. بل كان شغوفاً بالبحث عن حيوات أخرى، وتاق لجواب سؤاله الخالد: هل هناك حضارة ذكية في الكون غير حضارة بني الإنسان؟!، وأين هي؟!، وفي أي مجرة؟!، وكم سنة ضوئية تبعد؟!، وما لغتها؟!، وثقافتها؟!، وهل هي عدائية أم مسالمة؟!.


من أجل هذا أطلق الإنسان قبل40 عاماً مركبة فضائية غير مأهولة (فويجر-1) إلى الفضاء الخارجي، وعلى متنها سجل ذهبي لمعلومات عن الأرض وسكانها، ورسائل بكل اللغات إلى كائنات ذكية محتملة في الكون، لغاية البحث عن حياة ذكية أو حضارات أخرى في كوننا الشاسع.


على صفيحة تلك المركبة تم حفر صورة الإنسان: الذكر والأنثى، وهما يلوحان بيديهما، تعبيراً عن رسالة السلام، وبجانبهما مخطط لموقع الأرض بالنسبة للشمس، وذرة الهيدروجين، كونها أصغر وحدة ذرية في الكون.


داخل المركبة وضعت صور عن الأرض ونشاطاتها، وتسجيل للأصوات التي فيها، بضمنها الموسيقى الشرقية، وصوت أم كلثوم، وكان في المركبة عمل أدبي وحيد، تم اختياره ليمثل حضارة الإنسان، هو كتاب (الأمير الصغير) للفرنسي (أنطوان دو سانت اكزوبري).


بالعود إلى الكوكب المكتشف حديثا والذي أطلقوا عليه (بروكسيما بي) أو (الأرض الثانية)؛ كونه يمتاز بالكثير من الخصائص اللازمة لقيام حياة مماثلة لتلك الموجودة على سطح كوكبنا. هذا الكوكب لا يبعد عنا سوى أربع سنوات ضوئية، أي أن الإنسان لو انطلق بسرعة الضوء؛ فسيحتاج إلى أربع سنوات شمسية للوصول إليه.


السؤال المدبب الواخز. ليس بكيفية وصول الإنسان إلى السفر بسرعة الضوء؟ مع أنها استحالة فيزيائية في هذا الوقت. ولكن السؤال. ماذا لو استطعنا الوصل؟، فماذا سنفعل في ذلك الكوكب؟ هل سنؤسس حياة مماثلة لهذه الحياة التي صنعناها على الأرض. وماذا سننقل إليه: السعادة أم الشقاء. أم أننا سنركله بروكسيما بحروبنا وشرورنا وماسينا تماما كما ركلنا أمنا الأرض؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة