ن التواصل بين البشر في حالة نضوج دائم ومتسارع مع مرور الوقت، فقد تطورت وسائل الاتصالات شيئا فشيئا على مدار عقود وسنوات، وتسارع تطورها في اخر عشرين سنة بفعل التكنولوجيا وانتشار الانترنت.
وفي اولى خطوات التطور في مضمار الإتصالات، وفي العام 1792 شهد العالم اختراع التيليغراف الذي احدث طفرة في التواصل بين الناس ونقل الرسائل لاماكن بعيدة وبسرعة غير معهودة مقارنة بأدوات النقل التي كانت معروفة في حينها وكان ابرزها التنقل على الحصان.
وبعدها عرفت البشرية اختراعين مهمين : الاختراع الاول هو الهاتف في عام 1890 ، لحقه الراديو في العام الذي يليه 1891، لننتقل بعدها الى عهد جديد خلال القرن العشرين حين جرى صنع الكمبيوترات العملاقة في عام 1940 ، لتتطور هذه الكمبيوترات وتنتشر بعدها بشكل لافت حتى صغرت وصارت اكثر كفاءة وحداثة.
ومع تطور الحواسيب وظهور الشبكة العنكبوتية التي كانت بداياتها في سبيعينات القرن الماضي، اصبح التواصل بين الناس اكثر سرعة ، وبدات منصات التواصل الاجتماعي بالظهور، أولها منصة سوشال ميديا (Six Degrees)في عام 1997 ، لتكون بعدها انطلاقة المدونات في العام 1999، وكانت مدونتي الأولي في عام 2005.
وبعدها كانت انتقالة كبيرة ومهمة في عالم الاتصال والتواصل حيث بدأت المنصات الاجتماعية بالظهور : انطلقت اللينكدان في عام 2002، تبعتها MySpace في عام 2003.
ومن ثم بدأ والفيسبوك بتطويع منصته لطلاب الجامعات في عام 2004 وللعالم أجمع بعام 2006 ومن يومها والفيسبوك مسيطر على ساحة المنصات الاجتماعية فقد نجح في الاستحواذ على الكثير من المنصات والتطبيقات ( مثل انستغرام وواتساب ) ليشبع رغبته في الاستحوذ استقطاب مزيد مستخدمي
واليوم اذا ما اعتبرنا الفيسبوك بلدا فقد أصبح أكبر من الصين والهند، حيث تجاوز عدد مستخدميه حاجز الـ 2 مليار مستخدم حول العالم.
ولكن ما الجديد الذي قدمته هذه التقنية الجديدة وهذه الانتقالة الجديدة ( منصات التواصل الاجتماعي) ؟
في الماضي كانت الصحف والراديو والتلفاز تشكل المصدر الوحيد لنشر المعلومة ، ولكن الان في وقتنا هذا وبفعل منصات التواصل الاجتماعي وما وفرته من خدمات وتقنيات، انتقل الجمهور من متلقي للمعلومة الى منتج للمعلومة، وهذا ابرز ما قدمته السوشيال ميديا….. خلقت مفهوم المواطن الصحفي.
التقنيات الحديثة ومنها التقنيات التي خلقت منصات التواصل الاجتماعي مع انتشار الانترنت عريض النطاق والهواتف الذكية ، كل ذلك اسهم في ايجاد اقتصاد جديد، في اطاره ظهرت ايضا هناك تطبيقات موبايل جديدة مثل Uber و Airbnb عندهم قيمة تسويقية مهولة بدون امتلاك أي سيارات أو فنادق وبالمقابل سخروا وسهلوا عملية التسويق وتقديم الخدمة والدفع لها مع المحافظة على الجودة بين الجمهور دون الحاجة الى أي شركة كبرى كانت في الماضي مزودة لهذه الخدمة
منصات التواصل الاجتماعي منحت أشخاص عاديين مثلي ومثلك مساحة عالمية لنشر محتواهم وهذا جعل بعض هؤلاء الأشخاص مشاهير بسبب محتواهم المتميز
لنعود الى منصة الفيسبوك، وهنا سأستعير مقولة متداولة عالميا حول اهداف منصات التواصل الاجتماعي المجانية مفادها ” اذا لم تدفع مقابل الخدمة فأعلم بأنه قد تم استغلالك لغايات ترويجية”، ففي منصات التواصل الاجتماعي يتم استخدام معلومات كل مستخدم بشكل نمطي ومنحها للمعلنين على المنصة وبهذا تجني المال الموضوع ليس بالسيء لأنه هذا هو الفرق بين الترويج التقليدي والجديد ، ففي الاستهداف مطلوب ومفيد للعلامات التجارية، ولكن لنفكر بالموضوع أكثر هل معلوماتنا الديمغرافية كل ما يحتاجه الفيسبوك؟ للأسف لا فشركة الفيسبوك أشبهها بالحوت الأزرق والتي تريد المزيد ولا تشبع أبدا
فمثلا هناك الكثير من التقارير تقول بأن تطبيق التراسل الخاص للفيسبوك يستخدم المايكرفون على الموبايل للاستماع ( التنصت ) علينا طوال الوقت ليرصد كلمات معينة لتساعده في تحديد الاعلانات المناسبة لنا.
وهناك موضوع السايكوجرافيك وهو علم الشخصيات وبدوره يتم تقسيم الجمهور الى 5 شخصيات ( الفضولي وصاحب الضمير الحي والاجتماعي والواثق بالآخرين والقلق) وما مفتاح كل شخصية في رفع نسبة الشراء أو القبول والنقطة المهمة هنا هو آلية ربط كل مستخدم على الفيسبوك باحدى الشخصيات الخمس، في الماضي كان عليك أن تجاوب عن بعض الأسئلة ولكن في يومنا هذا أصبح من السهل تصنيف كل شخص منا من مجرد قراءة سلوكياته على الفيسبوك من تعليقاته واستخدام الايموجيز والصفحات التي أعجب بها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الفيسبوك ينشر تقرير الشفافية مرتين بالسنه ليخبرنا عن الطلبات الحكومية من قبل مختلف دول العالم للاستفسار عن معلومات ومستخدمين، وحالات الاستجابة لها من قبل شركة الفيسبوك.
والفيسبوك اصبح تحت ضغوط من حكومات وشركات اعلامية كبري فهناك قضايا ضده من فرنسا مثلا لانتهاك الخصوصية، وهناك ضغط من بعض الدول لاغلاق حسابات وصفحات ناشطين كما لاحظنا مؤخرا ما حصل مع الناشطين الفلسطينيين.
الفيسبوك بدأ بمنصة اجتماعية للأهل والأصدقاء ليتواصلوا مع بعضهم بحرية ، ولكنه توسع وكبر كثيرا ، حتى اصبح يعج بالكثير من السلوكيات والمظاهر السلبية ، واصبحنا نعاني من التعليقات السلبية والتشهير والتنمر الالكتروني، وهناك دراسة حديثة تضع منصة الانستغرام (تطبيق تم الاستحواذ عليه من قبل شركة الفيسبوك) كأسوء المنصات الاجتماعية من جهة الثقة بالنفس مع تركيزه على المظاهر.
ومن هنا جاء التساؤل: هل أصبح الفيسبوك أكبر من حجمه؟ وهل بلغ الذروة في صعوده؟ اذا ما الجديد بعد طفرته هذه؟
لننتقل الان في الحديث الى تطبيق جديد يحمل اسم Capsure و هو عبارة عن منصة اجتماعية جديدة خاصة تتيح لك مشاركة محتواك مع مجموعات خاصة من الأصدقاء أو الأقارب بدل من مشاركة للعالم كله.
ولنتكلم ايضا عن تقنية ” البلوك تشين” :
” ان تقنية Blockchain هي تقنية لجيل جديد من تطبيقات المعاملات التي تؤسس الثقة والمساءلة والشفافية، وفي نفس الوقت تسهم في تبسيط العمليات التجارية، وهو نمط التصميم الشهير الذي اشتهرت به بيتكوين Bitcoin ، ولكن استخداماته تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، فمن خلال تقنية بلوك تشين Blockchain يمكننا أن نعيد تصور التعاملات التجارية الأساسية في العالم، وفتح الباب لابتكار أنماط جديدة من التفاعلات الرقمية”…. المصدر: http://albuthi.com/blog/1151
واليوم دفع هذا التطور البعض ليفكر بصنع منصات تواصل اجتماعي على تقنية ” البلوك تشين” …… على سبيل المثال ظهرت منصة اجتماعية جديدة تقوم على هذه التقنية تحمل اسم http://ong.social لتعمل كمنصة اجتماعية جديدة.
في عالم منصات التواصل الاجتماعي وتقنياتها ، التطور رهيب ومتسارع ، ولا نعلم ما سيأتي به المستقبل لهذه الصناعة وهذا العالم، كل هذه التطورات تجعلني أفكر وأتساءل : برأيكم، ما هي التقنيات والمنصات التي ستقود عالم التواصل الاجتماعي خلال السنوات المقبلة؟
المصدر : هاشتاق عربي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو