الأحد 2024-12-15 08:57 ص

متى سيتوقف العنف في الجامعات؟

04:02 م

سؤال مهم جدا يسأله معظم المواطنين وهو: متى سيتوقف العنف في الجامعات ومتى سيكون الاهتمام الأول لطلابنا هو دروسهم ومحاضراتهم وإعداد البحوث التي توسع آفاقهم وتجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع اختصاصاتهم بعد تخرجهم في الجامعات.


الإجابة عن هذا السؤال سهلة وبسيطة ويستطيع أي مواطن الإجابة عنه وهي متى طبقنا القانون على جميع الطلبة دون استثناء ولم تكن الواسطات هي التي تحل المشاكل الطلابية.

في مشاكل طلابية سابقة قامت إدارات بعض الجامعات التي وقعت فيها هذه المشاكل بتوقيع العقوبات القانونية التي استحقها الطلاب الذين تسببوا بهذه المشاكل من فصل أو حرمان من بعض الفصول لكن هذه الإدارات تراجعت عن قراراتها إما بسبب الواسطات الثقيلة أو بسبب التعليمات التي وصلت إلى هذه الإدارات وهكذا فقد سلم هؤلاء الطلاب من العقاب وعادوا إلى كلياتهم وكأن شيئا لم يكن.

هذه الوقائع جعلت طلابا آخرين يقومون ببعض المشاكل الأخرى ويقومون بتكسير ممتلكات الجامعة أحيانا ويعتدون على زملائهم وزميلاتهم وهم يعرفون مسبقا بأنهم سيفلتون من العقاب كما أفلت زملاؤهم السابقون وهكذا يتكرر هذا السيناريو في معظم جامعاتنا ما دام الطلاب الذين يتسببون بالمشاكل لا يتعرضون لأي نوع من أنواع العقاب.

في جامعة مؤتة أصبح العنف الجامعي مع الأسف جزءا من العملية التدريسية فلا يمر أسبوع لا نسمع به عن مشاجرات طلابية عنيفة وهذه المشاجرات تنتقل أحيانا إلى خارج الجامعة بل ويشارك بها أهالي الطلبة وفي أحيان كثيرة تضطر إدارة الجامعة إلى تعطيل الدراسة لعدة أيام خوفا من تجدد أعمال العنف بين الطلاب.

آخر المشاجرات التي حدثت في جامعة مؤتة يوم الثلاثاء الماضي سقط فيها قتيل وعدد من الطلاب الجرحى وعلقت الدراسة إلى إشعار آخر وهذا دليل آخر على الأسلوب المتهاون الذي نعالج به العنف الجامعي.

في دول العالم المختلفة لا يمكن حل الإشكالات الجامعية أو غير الجامعية إلا بتطبيق القانون فالقانون هو الفيصل وهو المرجع الأول والأخير لذلك فإن الناس يحسبون ألف حساب خصوصا الطلاب الجامعيين عندما يشاركون في المشاجرات الجماعية لأن بعض الطلاب يحرمون من الدراسة الجامعية ويضيع مستقبلهم كما أن البعض الآخر قد يتأخرون في دراستهم عن المدة المقررة فالقانون في هذه الدول هو القانون ولا مجال للتدخلات العشائرية أو الواسطات أو اية تعليمات.

إذا كنا نريد أن ننتهي من موضوع العنف الجامعي فعلينا أن نطبق القانون فمن أخطأ يجب أن ينال العقاب الذي يستحقه حتى لو فصل بشكل نهائي من الجامعة ومن كان بريئا يعود لجامعته أما أن يرى الطلاب بعض زملائهم الذين كسروا ممتلكات الجامعة واعتدوا على غيرهم دون مبرر وقد عادوا إلى الجامعة فهذا سيشجع آخرين على القيام بنفس العمل ما داموا يعرفون بأنه لا يوجد عقاب وسيعودون لكلياتهم وكأنه لم يحدث شيء.

أما الإجراء الآخر فهو وقف القبولات الاستثنائية التي تحمل طلابا إلى جامعاتنا ليس هدفهم الدراسة أو تحصيل العلم وهؤلاء هم الذين يثيرون المشاكل.



nazeehgoussous@hotmail.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة