السبت 2024-12-14 08:18 ص

مسؤول أردني: إقامة منطقة عازلة بسوريا قرار أممي

08:41 م

الوكيل - قال مسؤول أردني رفيع المستوى، إن اتخاذ قرار إقامة منطقة عازلة (آمنة) في الأراضي السورية المتاخمة للحدود الأردنية، قرار أممي يعود للأمم المتحدة.


وأضاف المسؤول لوكالة الأناضول، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن بلاده معنية بأمن حدودها مع الجانب السوري، وخلو الأراضي السورية المتاخمة للأردن من أي وجود لجماعات 'إرهابية متطرفة'، ومن الاقتتال الدائر هناك.

وأضاف أن بلاده أكدت منذ اندلاع الأزمة في آذار/مارس العام 2011، ترحيبها بأي قرار من شأنه تحقيق الاستقرار لسوريا وإنهاء أزمتها.

وتأتي تصريحات المسؤول الأردني، في معرض تعقيبه على احتمالية اتخاذ الأردن خطوة، كالتي لمح إليها رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو بقوله 'إنه حان الوقت لإقامة منطقة آمنة في سوريا'، وذلك في حديثه لشبكة 'سي إن إن' الأمريكية، بثته أمس الاثنين.

ولفت داود أوغلو، إلى أن المنطقة الآمنة 'ستمنع تدفق المجموعات الإرهابية، وتشكل ملاذا آمنا للسوريين، الذين يتعرضون لهجمات النظام والمجموعات الإرهابية على حد سواء'.

من جهته قال عضو البرلمان الأردني، بسام البطوش، إن 'اتخاذ خطوة بإقامة منطقة عازلة بين الأردن والأراضي السورية المتاخمة للمملكة، أصبحت ضرورية لحماية البلاد من خطر تدفق الجماعات الإرهابية، وحمايتها من القذائف المتطايرة التي سبق وأن سقط بعضها على مدينة الرمثا، شمال العاصمة، وأدت إلى استشهاد مواطن أردني، وإصابة آخر'

وأضاف البطوش إن 'إقامة المنطقة العازلة جنوب سوريا، من شأنها استقبال المهجرين السوريين الذين لجؤوا للأردن، الذي لم يعد قادراً على استيعاب موجات جديدة من النزوح'.

واعتبر أن 'رفض الأردن لاستقبال مزيد من اللاجئين، من شأنه الضغط على المجتمع الدولي لإقامة المنطقة العازلة، إذ بدا المجتمع الدولي وكأنه غير معني بأوضاع اللاجئين في الأردن، ومعني فقط بإدامة الصراع والاقتتال في سوريا'، على حد قوله.

وقال البطوش إن 'إقامة المنطقة يسهم في تخفيف حدة لجوء السوريين خارج بلادههم، ويبقيهم على أرضهم، ويحفظ حقه كمواطن وليس لاجئ، ويزيل عن كاهل الجانب الأردني، الأعباء الاقتصادية، ويحفظ هوية المواطن الأردني واستقرار المملكة'، بحسب تعبيره.

من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي الأردني، محمد أبو رمان، المختص بشؤون الجماعات الإسلامية، أن 'هناك الكثير من المسائل ما زالت غير واضحة في مسألة المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها على الحدود الشمالية السورية، لعل أهمها مسألة التدخل العسكري التركي في سوريا، في حال إنشاء المنطقة'، بحسب قوله.

وعبر عن اعتقاده أن 'المسألة لم تبحث بشكل عميق في الأردن، رغم وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين (في الأردن)، وما يشكله تواجدهم من أبعاد وتحديات أمنية، فضلاً عن أثر الاقتتال الدائر جنوب سوريا، وما أحدثه من سقوط قذائف في الشمال الأردني'.

وشدد أبو رمان على أن 'الحديث عن منطقة آمنة بحاجة إلى قرار عربي أمريكي ضخم، يقوم على توفير الدعم الكامل للأردن، الأمر الذي يثير دوماً مخاوف توريط الأخيرة بالمشهد السوري في المرحلة القادمة'.

وختم الكاتب الأردني بالقول:'يبدو أنه لا يوجد توجه أمريكي واضح لإنشاء منطقة عازلة جنوب سوريا، أو لا يوجد تفضيل لذلك'.

وتشهد الحدود الأردنية توترات أمنية متزايدة، إذ أعلن الجيش الأردني، في بيان، اليوم الثلاثاء، إحباط محاولة تسلل شخصين أحدهما يحمل 'الفكر المتطرف' عبر الحدود الأردنية-السورية، كما أعلن قبل يومين إحباط محاولة تسلل 3 أشخاص إلى سوريا، بحوزتهم أسلحة وأجهزة اتصال.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن، وفق آخر إحصائية رسمية، كشف عنها مدير مديرية شؤون اللاجئين السوريين،العميد وضاح الحمود في كانون أول/ديسمبر الماضي، نحو مليون و400 ألف، يعيش 7% منهم فقط في المخيمات، التي أقيمت منذ اندلاع الأزمة السورية، فيما تتوزع النسبة الباقية على كامل التراب الأردني.

ويوجد في الأردن خمسة مخيمات للسوريين، تضم ما يزيد على 97 ألفا، أكبرها مخيم 'الزعتري'، فيه قرابة 83 ألف لاجئ، والبقية يتوزعون على المخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود)، ومخيم الأزرق (مخيزن الغربي)، ومخيم الحديقة، ومخيم 'سايبر سيتي'.

ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كم، ويتخللها العشرات من المنافذ غير الشرعية، التي كانت ولا زالت معابر للاجئين السوريين، الذين يقصدوا أراضيه؛ ما جعل الأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية.

الأناضول


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة