تمارا الدراوشه
إزدادت في الأونة الأخيرة ومع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية المساعدات الإنسانية ....ومد يد العون والمساعدة .... والمعاملات اللطيفة وشعور أولئك الأثرياء مع طبقة الفقراء خاصة إذا كانوا ضمن دوائرهم الإنتخابية.... حتى أننا نرى أشخاصاً في مناطق لا نراهم بها إلا في فترة الترشيح للإنتخابات.
أقول ذلك بعد أن لاحظت تدخل كثير من المرشحين وعبر وسائل الإعلام للمساعدة في الظروف الطارئة الأخيرة بسبب هطول الإمطار والثلوج .... فمنهم من يذهب بنفسه للإشراف على عمليات الإنقاذ والإخلاء ومنهم من يقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية للعائلات التي تضررت من الظروف الجوية علماً بان هولاء الأشخاص ( أقصد المرشحين ) لو كان موعد الإنتخابات في الصيف مثلاً.... لما وجدتهم بين تلك العائلات في هذه الظروف الجوية الصعبة ....
أنا اعتقد أن موعد الإنتخابات الحالي خدم بعض الأسر المعوزة التي تعرضت بسبب الظروف الجوية السائدة إلى ضرورة التدخل للمساعدة.... لان أولئك المرشحين الذين يملكون الأموال الفاسدة والقذرة .... أصبحوا يتفننون في استغلالها لجمع اكبر عدد من الأصوات.... فليس الشراء هو الطريقة الوحيدة .... بل تقديم المساعدة بهدف الحصول على الصوت .... حتى أن هناك من يقدم المساعدات بيديه ويقول بلسانه لا تنسانا من صوتك ....
أنا أقول أيضاً هل لو جاءت الظروف الجوية السائدة بوقت بعيد عن فترة الإنتخابات .... أو بعد انتهاء الإنتخابات مثلاً هل سنجد من يحاول أن يتصل بأي وسيلة إعلام ليبادر لإعلان المساعدة أو هل سنجد من يذهب بنفسه إلى جيرانه ليقدم المساعدة .... أنا أشك .... فالمساعدة التي يقدمها المرشحون خلال فترة الترشيح ما هي إلا مصالح ظاهرها عمل إنساني وباطنها هدف مصلحي فاسد ....
إن استعمال المال الفاسد في الإنتخابات النيابية ، جعل أصحابه يتفننون باستحداث وسائل خبيثة مثلهم في محاولة شراء ذمم الناس مستغلين بذلك حاجاتهم وضيق حالهم .... فتراهم يبحثون عن من يريد أن يسدد أقساط أبناءه الجامعية.... أو من يريد أن يسدد فاتورة علاج أطفاله بشرط أن يكونوا ضمن دائرتهم الإنتخابية .... أو .... أو .... وبعد انتهاء الانتخابات .... ومهما كانت النتيجة لذلك الفاسد .... سواء وصل أم لم يصل إلى قبة البرلمان .... لن تجده مهما تبحث عنه فهو لن يشعر بفقير أو جائع أو محروم أو مريض في دائرته أو خارجها فحاجته لهم انتهت مع إنتهاء مرحلة الإنتخابات .... ونظرته لأبناء دائرته لا تتعدى عن أنهم درجة في سلم يدوس عليها ليصل إلى هدفه.... .... وفوق ذلك يتبجح بكل وقاحة انه وصل بماله الفاسد .... لأنه اشترى الصوت وبغض النظر عن الوسيلة ....
أخيراً أنا اعتقد بأن هذه المساعدات وهذه التدخلات الإنسانية التي نجدها في هذه الظروف .... من بعض المرشحين في بعض الدوائر ما هي إلا مصلحة تنتهي مع انتهاء الاقتراع .... وكما قال الشاعر:
حياك من لا ترجو تحيته فلولا المصالح ماحياك
فاحذروا جميعاً من أولئك الفاسدين وأموالهم القذرة .... وأساليبهم الخبيثة في شراء ذممكم وأصواتكم .... بحجة تقديم خدماتهم لأنها خدمات ومساعدات ظاهرها إنساني نبيل وباطنها مصلحي خبيث ……….
تمارا الدراوشه
tamarasalim@yahoo.com
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو