معظم الدول التي بادرت إلى الإعتراف بمدينة القدس عاصمة للدولة الإسرائيلية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية هي دول مستوطنين جاءوا إلى البلدان التي استوطنوها من وراء البحور والمحيطات البعيدة وحولوا أهل هذه البلدان الأصليين إلى مجرد أقليات مضطهدة حقوقها الإنسانية منقوصة لا بل أن بعض هؤلاء قد مورست عليهم عمليات تعقيم متوحشة لمنعهم من التكاثر وحيث مع الوقت يتناقصون على نحو منهجي إلى أن يصلوا إلى الفناء الكامل.
وهكذا فإن الولايات
المتحدة هذه الدولة العظمى التي دأبت على احتضان إسرائيل على اعتبار أنها دولة مستوطنين مثلها هي
أيضاً قد أقيمت على أنقاض الهنود الحمر أهل البلاد الأصليين الذين تعرضوا
لعمليات إفناء متواصلة وبطرق وحشية بعيدة كل البعد عن أقل القيم الإنسانية
وهذا كله شاهدناه في «أفلام» وثائقية كل أصحابها من ذوي الضمائر الحية من هؤلاء
المستوطنين الذين أصبحوا مواطنين أميركيين.
ومثل الولايات المتحدة
دول أخرى كثيرة في هذا الكون الفسيح إن في أميركا اللاتينية وإن في أفريقيا وإن في الشرق البعيد عند
نهايات الكرة الأرضية وهنا فإنه قد يكون شيئا طبيعية، وهو بالتأكيد طبيعي، أن يتعاضد
المستوطنون مع المستوطنين وهذا أكثر ما ينطبق على إسرائيل هذه الدولة التي أقيمت بالقوة وبالتآمر
على الإستيطان
ولذلك فإنه يجب ألاّ يكون مستغرباً أن تنحاز الولايات المتحدة إلى الإسرائيليين على
اعتبار أنهم مستوطنون وإلى الدولة الإسرائيلية على اعتبار أنها دولة استيطانية
مثلها مثل أميركا.
ولهذا فإنه يجب ألا يكون مستغرباً أيضاً أن تبادر إستراليا بدورها إلى الإعتراف
بالقدس عاصمة للدولة الإسرائيلية إذْ أنها، أي أستراليا، بالأساس دولة مستوطنين أخرجتهم
سلطات بريطانيا من السجون المخصصة للقتلة والمجرمين ونقلتهم بسفن الشحن إلى الشرق البعيد
وأقامت لهم دولة على حساب الأبورجنير الذين هم السكان الأصليون لهذه البلاد البعيدة
وهذا ينطبق أيضاً على نيوزيلاندا التي أصبحت دولة شبه أوروبية على حساب أهلها الماوريين!!.
إن المسألة ليست مسألة نكئ جراحات قديمة ومع كل الإحترام والتقدير لشعوب هذه
الدول كلها وأيضاً لهذه الدول فإن المشكلة بالنسبة إلينا كعرب أننا قبلنا مرغمين بالإعتراف
بجزء من أرض الشعب الفلسطيني كدولة للمستوطنين الإسرائيليين الذين اعترفنا بهم أيضاً
كمواطنين لكن أن يصل تجاوز المستوطنين إن في الغرب وإن في الشرق البعيد إلى حدِّ إخراج
أهل البلاد الأصليين من بلادهم، التي كانت عامرة ومزدهرة حتى قبل أن يكتشف كولومبس
القارة الأميركية وقبل أن يصل البريطانيون إلى تلك البلاد البعيدة التي أصبح اسمها
إستراليا ونيوزيلاندا ليس بسنوات وإنما بقرون بعيدة فإن هذا أمر لا يمكن احتماله ومع
التذكير بأن وجود العرب والمسلمين الفاعل والمؤثر في هذه الدول المستحدثة أصبح لا يمكن
إنكاره!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو