الأحد 2024-12-15 16:38 م

.. مطالب نتنياهو!

06:10 ص

يستطيع نتنياهو أن يسمي إسرائيل ما يحب من التسميات، فأكثر دول إفريقيا أعادت أسماءها التاريخية التي غيرها الاستعمار بعد استقلالها!

وهو ليس بحاجة إلى محمود عباس ليذهب إلى الكنيست ويسمي إسرائيل بدولة اليهود، فالجمعية العمومية للأمم المتحدة هي التي قسمت فلسطين إلى دولتين واحدة عربية وأخرى يهودية. لكن الذي أعطاها اسم إسرائيل هو بن غوريون والكنيست المنتخب آنذاك!
حتى إذا قبلنا بالسطوة العسكرية الإسرائيلية، وبمشروعية احضار الأسير محمود عباس إلى الكنيست، وارغامه على أن يقول: إن إسرائيل هي دولة اليهود.. فإن تقاليد الحرب الشريفة تعطي لقوة الاحتلال فرصة إعطاء الأسير اسمه ورقمه فقط!
- لماذا يصرُّ نتنياهو، وائتلاف القوى الدينية المسيطرة على تسمية إسرائيل بدولة اليهود؟ والجواب لا علاقة له بأوضاع الفلسطينيين في الجليل والمثلث والنقب وانما هي التحولات داخل الجسم الصهيوني، فبن غوريون الاشتراكي عاد الى اسم اسرائيل مثلما اعطاه له ثيودور هيرتسل، ونتنياهو القادم من كهوف الطوطمية يريد العودة الى القبائل الاثنتي عشرة ويسميها ارض اليهود، وهي تسمية عنصرية اذا وافقنا على ان اليهودية شعب لا ديانة.. وهي لا تفترض بالكنعانيين او بالفلسطينيين التاريخيين الاعتراف باسرائيل ارض اليهود!
.. هي لعبة، يتابعها العالم دون اهتمام وقد كان الرئيس الفرنسي حاضراً في الكنيست فلماذا لا يطلب منه، وهو الصديق، الاعتراف باسرائيل دولة لليهود.. واختار الاسير محمود عباس ليعطي الاسم شرعيته الصهيونية؟
هي لعبة تثير الضحك والاستهزاء، فلم يبق امام الدولة المطوّقة باحتقار العالم مهرب من استحقاق السلام سوى قصة اعتراف ابو مازن.. وفي الكنيست، بالدولة التي تبحث عن اعتراف بيهوديتها، وكأنما الاسير الفلسطيني هو الذي يعطيها الشرعية.
قد لا يذكر الناس مقدم الرئيس الأميركي كلينتون إلى غزة بعد توقيع اتفاقات أوسلو، وقبول ياسر عرفات بإلغاء مقاطع من الميثاق الوطني الفلسطيني، وجعل البرلمان - المجلس الوطني - يعترف بإسرائيل الدولة لقاء الاعتراف بمنظمة التحرير.
.. وهكذا يعود نتنياهو إلى القصة الموجعة فيطالب محمود عباس بالقدوم إلى الكنيست.. وهو تقليد أوجدته روما حين احضر الامبراطور الأسيرة الزباء من تدمر لتمشي في شوارع الاحتفالات المعروفة مقيدة بسلاسل من ذهب. وخسىء نتنياهو فهو قادر على فرض الأسر على محمود عباس وشعبه، ولكنه ليس قادراً على اركاعه أمام قطعان المتطرفين!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة