ما من يوم يمر في حياتنا الا ويذكرنا بتلك الثنائية الخلدونية عن الطبع والتطبع، فما اسهل ارتداء الاقنعة، وما أيسر المحاكاة لبعض الوقت، ففي عصرنا اصبحت السلع المقلدة اضعافا مضاعفة للسلع الاصيلة، وتشكل من خلال وسائل التواصل ومنجزات التكنولوجيا نموذجا لا يصعب تقمّصه، فمعظم الناس لا يشبهون انفسهم بقدر ما يشبهون بعضهم، لأن التفرد عرضة للعقاب، والمطلوب هو الاستنساخ الذي يؤدي بالضرورة الى القطعنة وثقافة المحاكاة والنمذجة.
وعلى سبيل المثال مضى على السينما العربية اكثر من نصف قرن وهي تقدم نماذجا متشابهة ومتكررة وخاضعة لمواصفات البطل الجاذب، فالرجل يجب ان يكون ثريا ووسيما وكذلك المرأة ، وحين جازف مخرجون بتقديم ابطال ليست لهم هذه المواصفات صدم المشاهدون لبعض الوقت ثم تأقلموا مع هذا التحول وغالبا ما يضرب نقاد السينما مثالا لذلك بالراحل احمد زكي الذي امتلك مزايا داخلية وليست خارجية على طريقة المانيكانات!
وبالعودة الى الثنائية الخلدونية عن الاصل والصورة والصوت والصدى واخيرا الطبع والتطبع فإن من يتقمص شخصية لمجرد اعجابه بها لا يفقد المشيتين فقط بل يفقد ايقاعه الروحي والنفسي ويتحول الى كيان رخو لا شكل محددا له.
ومن لم يتفاهم مع ذاته اولا وينسجم معها يصبح اقرب الى الاشباح، فهو ليس هنا وليس هناك، ولا يعود حتى لاسمه معنى لأنه متعدد الاقنعة والاسماء، لكن كم هو عمر الخديعة؟ وهل يمكن لثور او حمار ان يتقن الصهيل حتى النهاية؟
لقد تجاهل المختصون في علمي النفس والاجتماع هذه الظاهرة مما جعلها تتفاقم، وان يكون المتورط بالازدواجية آخر من يعلم باصابته.
ولو طلي الحديد بكل ما في هذا العالم من ماء ذهب يبقى حديدا وصدق من قال ان الناس معادن!!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو