الأحد 2024-12-15 16:38 م

معارضة أم «معارطة» ؟!

01:56 م

أطرف ما قيل ردًّا على تشكيل الحكومة الجديدة أنّ بعض المعارضين، أو على الأصح «المعارطين»، قد تكرموا بإعطائها مئة يوم «لتُخْرج الزير من البير» ولتصلح الأوضاع الإقتصادية المصابة بفقر دمٍ مزمن ولـ»تلعن سنسفيل» صندوق النقد الدولي ولتعدِّل كل ما هو مائل ولتصبح الدنيا، دنيا بلدنا الأردن، قمراً وربيعاً ولتتدفق الوديان الأردنية لبناً وعسلاً.. وكل هذا في ثلاثة شهور وعشرة أيام فقط لا غير وبدون زيادة كـ «زيادة البيّاع» ولو ليوم واحد!!.


ثم والأغرب أن البعض قد إعترض على إحتفاظ الحكومة الجديدة بخمسة عشر وزيراً من وزراء الحكومة المغادرة أو المُطاح بها أو التي تم «إسقاطها»، والعياذ بالله، وكأنه لا يوجد في حكومة هاني الملقي ولا أي واحد بالإمكان التجديد له وهذا يعني أنه على الدنيا السلام وأنّ هذا البلد ، الأردن، «عقيم»، لا سمح الله، وأنه لا يوجد فيه من بين الوزراء السابقين الذين، على ما أعتقد، أنّ عددهم هو نفس عدد وزراء الحكومة الجديدة ولا وزير واحد يستحق التجديد له!!

كان على هؤلاء وكلنا معهم أن يضعوا في إعتبارهم، على إفتراض أنّ الحكومة المغادرة قد فشلت فشلاً ذريعاً، أنه إذا فشل قائد لواءٍ أو فيلق عسكري في الإنتصار أو الصمود على الأقل في معركة من المعارك فإن هذا لا يعني أنّ هذا اللواء أو هذا الفيلق كله قد فشل ويجب إنهاء حياة كل ضباطه وجنوده العسكرية.. فهل يجوز هذا يا ترى؟!

ربما لا توجد دولة في الكرة الأرضية كلها غير الأردن التي وصل عدد حكوماتها المتلاحقة، التي لم يبق بعضها في «الحكم» الّا لليلة واحدة، إلى كل هذه الأرقام الفلكية بالفعل وهذا يعني أنه لو طبق هذا الأسلوب الذي يريد البعض تطبيقه على حكومتنا السابقة واللاحقة فلما كان هناك كل هذا التواصل.. من مرحلة إلى مرحلة جديدة ومن جيل سابق إلى جيل لاحق ومن رشيد طليع رحمه الله إلى عمر بن أحمد منيف الرزاز أطال الله عمره ووفقه في هذه المهمة الصعبة في هذه الظروف الأردنية والإقليمية الخطيرة.

إنّ بلدنا الجميل هذا، الذي يجب أن نضعه في مآقي عيوننا.. كلنا .. كلَّنا وبدون إستثناء، يمر الآن في أخطر مراحله التي كانت كلها خطيرة وهذا يعني إنه علينا المعارض وغير المعارض و «المعارط» وغير «المعارط» .. والبرلمان وكل هذه الأحزاب التي تجاوز عددها عدد أحزاب بريطانيا أم الديموقراطية الكونية والنقابات الحقيقية والوهمية وفوق هؤلاء جميعاً قبائلنا وعشائرنا وعائلاتنا الكريمة التي هي «مستودعنا» الوطني أن نكون أكثر حرصاً على هذا البلد وعلى تماسكه وعلى أمنه ووحدته وأن نغلب دائماً وأبداً العام على الخاص وأن نعطي الأولوية للأهم.. والأهم في هذه المرحلة هو أن نعبر بوطننا ككيان وكمؤسسات وكجيش وأجهزة أمنية.. وكقيادة نعم كقيادة هذه المرحلة المفصلية الخطيرة وأن نصْمد كما صمد جنود أسبارطة في ممر الـ «ماراثون» اليوناني وهزموا الفرس في تلك المعركة البطولية التاريخية.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة