الأحد 2024-12-15 16:18 م

معركة حلب تدخل "مرحلتها الأخيرة"

10:01 م

أحرز الجيش السوري والمجموعات الموالية له الاثنين تقدما جديدا في مدينة حلب حيث دخلت المعركة 'مرحلتها الأخيرة'، وباتت سيطرة الفصائل المعارضة تقتصر على حيين رئيسيين بعد ساعات من انسحاب مقاتليها من عدة احياء اخرى.


وتحدث مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن 'انهيار كامل' في صفوف المقاتلين مع وصول 'معركة حلب الى نهايتها' معتبرا ان سيطرة قوات النظام على احياء المعارضة باتت 'مسألة وقت وليس اكثر'.

وقال مصدر عسكري سوري في حلب لوكالة فرانس برس ان 'العملية العسكرية للجيش على الاحياء الشرقية اصبحت في خواتيمها'.

وانسحب مقاتلو المعارضة السورية بعد ظهر الاثنين من ستة احياء اخرى كانت لا تزال تحت سيطرتهم، بعد ساعات من استعادة قوات النظام لحي الشيخ سعيد الاستراتيجي جنوب شرق حلب، وحي الصالحين المجاور.

وبحسب عبد الرحمن، فان 'المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حاليا باتت تقتصر على جزء صغير، ومن الممكن ان تسقط في اي لحظة'.

وبعد انسحاب مقاتليها 'بشكل كامل من احياء بستان القصر والكلاسة وكرم الدعدع والفردوس والجلوم وجسر الحج'، لم تعد الفصائل تسيطر عمليا سوى على حيين رئيسيين هما السكري والمشهد، عدا عن احياء اخرى صغيرة، بحسب المرصد.

ومن شأن خسارة حلب ان تشكل نكسة كبيرة للفصائل المقاتلة.

ووصف بسام مصطفى، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، ابرز الفصائل المقاتلة في حلب، لصحافيين عبر الانترنت ما يحدث في شرق المدينة بـ'الانهيار المريع'، موضحا ان 'المقاتلين يتراجعون تحت الضغط، والامور سيئة جدا'.

ومنذ بداية هجومها الاخير في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر على شرق حلب، أحرزت قوات النظام تقدما سريعا.

ويرى كبير الباحثين في مركز 'كارنيغي' للشرق الاوسط يزيد الصايغ ان سيطرة النظام على مدينة حلب 'ستكسر ظهر المعارضة المسلحة (...) ويصبح من الممكن اخيرا تجاوز التفكير بامكانية الاطاحة بالنظام عسكريا'.

ومع التصعيد العسكري تستمر حركة النزوح الى مناطق سيطرة النظام وداخل احياء سيطرة الفصائل.

وقال شهود عيان في حي المشهد تحت سيطرة الفصائل لوكالة فرانس برس ان الحي يشهد اكتظاظا كبيرا بعد نزوح مدنيين من احياء اخرى اليه مع تقدم الجيش، من دون ان يتمكنوا من احضار اي شيء معهم من منازلهم.

وبين المدنيين الذين لا يعرفون الى اين سيذهبون، عدد كبير من النساء والاطفال الخائفين الذين يبحثون عما يسد رمقهم. وقد افترش بعضهم الارض فيما ينام اخرون وبينهم نساء على الحقائب او يدخلون الى المحال التجارية للاحتماء والنوم داخلها.

وأشار عبد الرحمن الى ان 'بعض الاحياء تحت سيطرة الفصائل باتت خالية تماما من السكان، فيما تضم احياء اخرى عشرات آلالاف من المدنيين الذين يعانون من اوضاع إنسانية مأساوية'.

وأحصى المرصد الاثنين نزوح اكثر من عشرة آلاف مدني خلال الساعات ال24 الاخيرة من أحياء سيطرة الفصائل الى القسم الغربي او الاحياء التي استعادها الجيش مؤخرا.

بات عدد المدنيين الذين فروا منذ منتصف الشهر الماضي نحو 130 الفا، وفق عبد الرحمن. بينما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية 'سانا' عن خروج 3500 شخص فجر الاثنين من جنوب شرق حلب.

وتحدث المرصد عن 'مخاوف حقيقية على من تبقى من المدنيين في احياء المعارضة'، معتبرا ان 'كل قذيفة تسقط تهدد بارتكاب مجزرة في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير'.

ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قتل 415 مدنيا بينهم 47 طفلا في شرق حلب، فيما قتل 130 مدنيا بينهم اربعون طفلا جراء قذائف اطلقها مقاتلو المعارضة على غرب المدينة، بحسب حصيلة للمرصد الاثنين.

وفي وقت لاحق، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية 'سانا' بمقتل ثمانية اشخاص واصابة 47 اخرين بجروح الاثنين جراء قذائف الفصائل على احياء عدة.

ويتزامن تقدم قوات النظام في شرق حلب مع تراجعها في وسط البلاد حيث تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة تدمر الاثرية في محافظة حمص بعد ثمانية أشهر على طرده منها بغطاء جوي روسي.

وافاد المرصد الاثنين بتقدم المتطرفين وحصارهم لمطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي بعد تقدمهم في ريف حمص الشرقي، حيث يخوضون معارك في محيط مدينة القريتين.

وذكر المرصد في وقت سابق الاثنين ان التنظيم 'اعدم الاحد ثمانية مسلحين موالين للنظام في تدمر، فيما قتل اربعة مدنيين بينهم طفلان بطلقات نارية خلال تمشيط التنظيم للمدينة'.

واعرب الكرملين عن اسفه الاثنين لغياب التعاون من قبل الولايات المتحدة في التصدي للمتطرفني في تدمر.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح صحافي 'نأسف لغياب التنسيق الفعلي حتى الان مع البلدان الاخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة التي لا تريد التعاون' مع روسيا في هذا المجال، معتبرا ان 'هذا التعاون كان سيتيح لنا منع الارهابيين من شن هذا النوع من الهجمات'.

وانتقد وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت الاثنين 'شكلا من اشكال الكذب الدائم' من جانب روسيا في النزاع السوري، متهما موسكو بأنها 'تدعي' مكافحة الارهاب وتتيح لتنظيم داعش استعادة تدمر.

في وسط سورية ايضا، ارتفعت حصيلة القتلى جراء غارات لم يعرف اذا كانت سورية ام روسية استهدفت الاثنين بلدة عقيربات وريفها تحت سيطرة تنظيم داعش في ريف حماة الشرقي الى 53 قتيلا على الاقل بينهم 16 طفلا، وفق المرصد.

وافاد المرصد في حصيلة سابقة بمقتل 34 مدنيا بينهم 11 طفلا. (أ ف ب)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة