الأحد 2024-12-15 03:36 ص

معركة خاسرة بين شيخ وإلهام شاهين!

09:05 ص

السلفيون، أو أتباع السلف الصالح، جماعة طيبة من المسلمين، تضم عدة منابر داخلها، تتراوح بين الاعتدال والتشدد، وهم بالنسبة لنا عموم المسلمين، من أهل الصلاح والتقوى، ولا نزكيهم على الله، ومع هذا لنا عليهم مؤاخذات عميقة، أثرت وتؤثر على المشروع الاسلامي النهضوي على نحو أو آخر.


أهم هذه المؤاخذات أن هناك نوعا من الالتباس في الرؤية لدى اخواننا السلفيين فيما يتعلق بفقه الأولويات، ان كانوا يعترفون به أصلا، نقول هذا ونحن نرى المعارك الجانبية التي يفجرونها، فيما ترزح الأمة تحت أعباء هائلة من المشكلات المستعصية التي تحتاج حلا فوريا، ومن هذه المعارك -مثلا- القضايا التي يرفعونها على الفنانين والفنانات بتهم الفجور والمس بالأديان، كدعواهم على الهام شاهين وغيرها، حيث يبدأ الاعلام بتغطياته المكثفة لمعركة مفترضة بين شيخ سلفي والهام شاهين، وهي معركة خاسرة لصالح الهام شاهين حتى قبل أن يصدر حكم القضاء، لأكثر من سبب لست في وارد تعدادها!.

الى ذلك، نرى انشغال القوم بهدم القبور والتماثيل والاعتداء على من ينادي بحرية تعليم البنات (طالبان والطفلة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي حاولوا اغتيالها!) فضلا عن الانشغال بالقشور وترك عظائم الأمور!.

وعودة الى (فقه الأولويات) وهو يعني حسب تعريف فتحي يكن «معرفة ما هو أجدر من غيره في التطبيق»، بمعنى أن يقدم على غيره، وهذا أيضاً تابع لمعرفة طبيعة الوقت الذي يطبّق فيه الأمر..

من هنا -ولذلك- وجدنا عند علماء الفقه وأصوله عبارة «هذا خلاف الأولى»، بمعنى هذا خلاف الحكم الأجدر بالتطبيق، ومن أفضل ما قرأت عن فقه الأولويات، ما ساقه يكن في أولويات «الحسبة» من أن شيخ الاسلام ابن تيمية مر يوماً مع بعض تلاميذه على قوم من التتار أطفأت الخمرة عقولهم، مع ادعائهم انتحال الاسلام، فأراد مرافقوه أن ينكروا عليهم عملاً بنظام الحسبة، فقال لهم دعوهم.. الله تعالـى يقول: «اِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون». (91)- (المائدة)، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل المسلمين، فدعوهم في سكرهم!.

ومن قواعد الحسبة المعروفة «ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه». كما لا ينكر اذا أدى الى ضرر أكبر!.

ترى.. ماذا تضر الأمة الهام شاهين اعتلاها من اعتلاها باسم التمثيل والفن، على حد تعبير محامي صاحب الدعوى، اذا كانت الأمة بأسرها في حالة استلاب وجوع واضطراب وتمزق، من الأولى بالتطبيق حل مشكلة القمامة في مصر، أم الحيلولة دون الهام شاهين ومن يعتليها؟ بناء دار رعاية لأيتام، أم هدم مقام لصحابي أو ولي من أولياء الله؟.

ألا يعلم اخوتنا في التيار السلفي خاصة المنادين بتطبيق الشريعة اليوم اليوم وليس غدا، أن خليفة رسول الله عمر رضي الله عنه وأرضاه عطل حد السرقة في عام عم فيه الجوع؟.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة