الأحد 2024-12-15 12:47 م

مفاجأة اقتصاديات البوتاس

07:02 ص

فوجئ المراقبون بانخفاض أرباح شركة البوتاس العربية بنسبة 26% بالرغم من زيادة صادراتها بنسبة 14%، الأمر الذي خيب آمال المستثمرين الذين كانوا يتوقعون نتائج أفضل بكثير.

لم تقدم إدارة البوتاس حتى الآن تفسيراً مقبولأً لهذه النكسة، ولم تقدم إفصاحأً عما يحدث الآن لسوق البوتاس وشركات البوتاس بعد أن إنهار الكارتيل الأوروبي الضمني الذي كان يسيطر على كميات الإنتاج العالمية وبالتالي يحافظ على أسعار مناسبة.
أكبر منتجة للبوتاس في روسيا قررت أن تزيد إنتاجها بالقدر الذي تسمح به طاقتها الكاملة مما يعني غمر الأسواق بالبوتاس وتخفيض سعره العالمي بنسبة قد تصل إلى 40%.
على أثر هذه المفاجأة انخفضت أسعار أسهم شركات البوتاس العالمية وبضمنها الكندية والإسرائيلية بنسبة تصل إلى 21% في يوم واحد.
يقول أحد الخبراء أن انسحاب الشركة الروسية من الترتيبات العالمية التي كان معمولاً بها للسيطرة على أسواق البوتاس يشبه أن تنسحب السعودية من أوبيك وتبدأ برفع إنتاجها من البترول إلى الحد الأقصى وتغمر الأسواق بالبترول مما يؤدي إلى انهيار أسعاره العالمية.
نستطيع أن نلوم إدارة شركة البوتاس الأردنية على انخفاض أرباحها خلال النصف الأول من السنة، ولكن ما سيحدث فيما تبقى من هذه السنة يخرج عن إرادة الإدارة، ولا تستطيع أن تفعل شيئاً إزاءه سوى إعادة النظر في تكاليف الإنتاج التي تضخمت كثيراً لأن الارباح الغزيرة كانت تسمح بذلك.
قطاع التعدين الأردني قطاع جوهري يشكل إسهاماً هامأ في الناتج المحلي الإجمالي، وهو يتعرض الآن للتراجع لأسباب إدارية في حالة الفوسفات ولأسباب داخلية وعالمية في حالة البوتاس.
إذا كان قطاع التعدين في حالة يرثى لها، وقد تراجعت أرباح البوتاس بنسبة الربع وانخفضت أرباح الفوسفات إلى مبلغ رمزي لا يستحق الذكر، وربما كان يمثل مجهودأً محاسبياً أكثر منه أرباحأً صافية. وإذا كان قطاع الصناعة في حالة جمود يتقدم خطوة إلى الأمام ثم يتراجع خطوة إلى الخلف، وإذا كان قطاع السياحة يتراجع عما كان عليه في السنة الماضية، وإذا كان قطاع الزراعة يشكو من هبوط الأسعار وقيود التصدير، وإذا كان قطاع الاتصالات مستهدفاً ضريبياً، فمن أين سوف يأتي النمو الاقتصادي المنشود.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة