الأحد 2024-11-24 11:00 ص

مليارات الحاجة إلى إعادة الحياة

09:50 ص

تقول مصادر الامم المتحدة ان اليمن متجه الى كارثة, وان اغاثته تحتاج مبدئياً الى 1800 مليون دولار. والعراق, وهو ما يزال يصدّر النفط, يحتاج الى قروض, وحين ذهب رئيس مجلس النواب الى واشنطن انتهت زيارته الى تقديم الرئيس الاميركي لضيفه سبعة ملايين دولار. اما المتابعون للوضع في سوريا فيتحدثون عن 200 مليار دولار لاعادة اعماره.

وبالمقابل لا أحد يتحدث عن القوى غير اليمنية وغير الليبية, وغير العراقية وغير السورية التي تموّل هذه الحروب المنهكة. فالحروب لا تسمح للدولة التي فقدت سيادتها على ارضها ان تنفق على شعبها, مع أن هناك 12 مليوناً اصبحوا خارجها, وتتولى المنظمات الدولية ادارة التبرعات, وتتولى الدول «المضيفة» الباقي.
احدى الدول العربية, تنفق المليارات على تمويل الحروب العربية. ولم نسمع أنها تقدم قرشاً واحداً لملايين اللاجئين, وملايين المحتاجين الى الخبز والمدرسة في كل المنطقة, سواء أكانوا ضحايا أنظمة البطش أو ثوار الارتزاق, أو ضحايا الفتك الصهيوني!! والغزاويون نموذج للحصار الاسرائيلي والعربي. وعينة للتفسّخ القومي, والبلادة الانسانية. وحين يمر, على استحياء, خبر تبديل اطقم المستشفى العسكري الاردني في غزة نشعر بتواضع الرجولة, ونردد مع عرار: المطعمون الناس والطاوون في السنة الردية.
الوطن الممزق يحتاج الى مليارات الدولارات ليشعر انسانه بانسانيته, ليعيش كما افقر الناس في هذا العالم. ومع ذلك فإنه موطن الثروات, وماء النيل ودجلة والفرات, واكثر من ثلاثمئة مليون منتج يدب على ارضه.
أين كنا ايام ثرنا على العثمانيين؟ أين كنا أيام تسلمنا المستعمرون الانجليز والفرنسيون؟ وأين انتهينا بعد الاستقلال والحرية والوحدة (الكلامية) والاشتراكية؟ لماذا لم يستطع الاستعباد المتخلّف العثماني, والاستعمار الاوروبي اللئيم ان يذل أمتنا, وكيف قدر الاستقلاليون, المتحررون, أهل الوحدة والاشتراكية, وأهل المقاومة والممانعة أن يفصلوا أفاعيلهم في هذا الوطن؟
كم نحتاج الى سنة نفط لنعيد بناء ما خرّبناه في سنوات الربيع العربي واذا كنا أعدنا بناء عاصمة الامويين وقبر خالد بن الوليد والمعري وعروس الصحراء في تدمر, فكم نحتاج الى جبر خاطر ملايين الايتام والارامل, واصلاح يقين الملايين من علماء الأمة الذين يغسلون الصحون في اوروبا, أو اشبعوا سمك المتوسط من لحومهم!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة