ضمن أجواء محمومة، شاع خلال الأيام الماضية، خبر يتعلق بتوجه لدى الحكومة إلى إلغاء اسم العائلة من قيود الأحوال المدنية.
مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات مروان القطيشات، رد بشكل حاسم على الخبر؛ إذ أكد أن اسم العائلة في قيود الأحوال المدنية وعلى البطاقة الشخصية محكوم بالقوانين النافذة، و'لا إلغاء لاسم العائلة من قيود الأحوال المدنية'.
بحسب ما قال قطيشات للزميل حمزة دعنا من موقع 'الغد' الإلكتروني، فإن القانون المدني الأردني الساري نص صراحة على ذكر اسم العائلة في قيود الأحوال المدنية، وعلى البطاقة الشخصية.
مشكلة هذا النوع من الأخبار أنه يعد عامل توتير للأجواء. وهو لا ينفصل عن جملة من الأحداث والأنباء التي تلعب على وتر شديد الحساسية في الأردن؛ كونه يثير مخاوف شريحة واسعة من المجتمع، ويجعلها قلقة على مستقبلها وهويتها.
لا أظن أن الخبر بريء، تماما مثل ما هي حال هجمات مسبقة في الإعلام وتحت قبة البرلمان بذريعة الدفاع عن العشائر، فهي تصب جميعها في ذات الهدف. وكذلك الهجمة على منح حقوق مدنية لأبناء الأردنيات المتزوجات من أجانب، بحجة أنها بداية التوطين، ودعوة مغلّفة لفكرة الوطن البديل، وحل الصراع العربي-الإسرائيلي على حساب الأردن.
حالة التنافر والتجاذب، والمعارك الإعلامية، والاستعراض والصوت العالي، إنما تخرج من فريق اعتاد أن يمتطي المرحلة بحثا عن دور يصب في مصالحه، وتكرسه قيادات ناطقة باسم الغير ومنافحة عنه. مع أن الأمر في أعماقه ليس إلا دفاعاً عن مصالح ومكتسبات ما يزال يجنيها هذا الفريق، ويخشى أن تتبخر مع تغير الحال وتطبيق فكرة الدولة المدنية.
وما من طريقة أفضل من الخطاب الغرائزي الذي يخيف الناس، ويجعلهم قلقين على حاضرهم ومستقبلهم، لتمرير تلك الأجندة التي تعيق الإصلاح؛ إذ يغدو الفهم الشعبي للإصلاح بأنه 'بعبع' و'غول' تلزم محاربتهما! وهذا ما يحصل للأسف.
وهذا الهدف الواضح يبدو في محاولات إثارة العشائر وتخويفها من طبخة يتم تحضيرها بالسر، لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي على حساب الأردن، تحت مسمى 'الوطن البديل' و'التوطين'.
بالمناسبة، المعركة هي ذاتها بين الإصلاح والحفاظ على الوضع القائم، طالما أنها تحقق قيمة مضافة لمجموعة أخذت على عاتقها لعب هذا الدور كونها مستفيدة منه، في ظل غياب دولة القانون، والعدالة وتكافؤ الفرص، والغاية إضعاف أدوات المشاركة السياسية الحقيقية.
المشكلة أن من يوتّر الأجواء هو تماما كمن يلعب بالنار. وهو يدرك ذلك حتماً، متجاهلا كل التحديات الإقليمية التي تطل علينا وتهدد الأردن، أكثر من منح حقوق مدنية لأبناء بناتنا. وتماسك الجبهة الداخلية التي يوحّد مكوناتها أكثر بكثير مما يفرقها، يجب أن يكون أساسا للخطاب الوطني، وإلا فالعكس صحيح.
الأجواء في البلد مسمومة، نتيجة الخطاب الإقصائي والاتهامي. وثمة مخاوف تتصاعد عند مختلف مكونات مجتمع ثلثه من الشباب المشحون، والذي نشأ وتطور عقله في ظل 'الربيع العربي'، ومشاهد الدم والقتل أمامه يوميا. وهو مستفَّز أيضا. فحذارِ من تماسّ غير مدروس بين قطبي المجتمع الذي لا يحتاج أسبابا إضافية تزيد غضبه وحنقه.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو