السبت 2024-12-14 08:28 ص

من يضمن استقرار الأردن؟

06:59 ص

?عتمد استقرار أي نظام س?اسي على عوامل داخل?ة في ا?ساس، إلى جانب شبكة التحالفات ا?قل?م?ة والدول?ة. بالنسبة لبلد مثل ا?ردن، كانت العوامل الداخل?ة

ھي العنصر الحاسم في ضمان ا?ستقرار الداخلي، وتجاوز ا?زمات الصعبة التي واجھھا النظام الس?اسي. في أحداث السبع?ن من القرن المنصرم، كانت
الو??ات المتحدة على وشك التخلي عن النظام، غ?ر أن صمود النظام ونجاحھ في حسم المواجھة، فرض على واشنطن مراجعة موقفھا في اللحظات ا?خ?رة.
بعد حرب الخل?ج ا?ولى العام 1991، واجھ ا?ردن حصارا س?اس?ا واقتصاد?ا من الجانب ا?م?ركي، وقط?عة خل?ج?ة تامة. رغم ذلك، لم ?شعر النظام
الس?اسي أن وجوده مھدد، نظرا لتماسك الجبھة الداخل?ة.
منذ انط?ق موجة التغ??ر في العالم العربي، أو ما ?سمى بالرب?ع العربي الذي طوى لغا?ة ا?ن أربعة حكام عرب، أصبح السؤال عن قدرة كل ا?نظمة القائمة
على الصمود مطروحا بقوة. ومع ذلك، كان الشعور لدى الغالب?ة الساحقة من ا?ردن??ن بأن ا?ردن، و?عتبارات داخل?ة، لن ?كون على قائمة التغ??ر الثوري؛
ب?نما -وھذه المفارقة- كانت تحل??ت الدول الغرب?ة الحل?فة للنظام ا?ردني ? تستثن?ھ من التغ??ر، ? بل إن بعض المراكز الغرب?ة وضعتھ على رأس القائمة.
رغم قناعة الكث?ر?ن ال?وم بأن العوامل الداخل?ة ھي التي أھلت ا?ردن لتجاوز فوضى التغ??ر التي تشھدھا دول عرب?ة عد?دة، إ? أن الس?اسة الرسم?ة تراھن
بشكل أكبر على التحالفات الخارج?ة. وبدأت تعتمد بشكل أكبر على الدعم الخارجي، بكل أشكالھ، لتأم?ن ا?ستقرار الداخلي.
على المستوى ا?قتصادي، تزا?د ا?عتماد على القروض والمساعدات، إلى درجة بات معھا المواطن ا?ردني على قناعة بأنھ بدون القروض الخارج?ة
ستنھار الدولة على الفور، ولن ?كون بمقدور الخز?نة دفع رواتب الموظف?ن. ھذا النھج الدعائي الذي لجأت إل?ھ الحكومات في السنت?ن ا?خ?رت?ن، أفقد
ا?ردن??ن الثقة بأنفسھم، وزرع القناعة لدى شرائح واسعة بأن بلدھم عاجز وضع?ف، ? ?قوى على الصمود بدون الدعم الخارجي؛ ا?مر الذي عزز شعورا
بالسلب?ة والدون?ة عند عد?د المواطن?ن.
على المستوى الس?اسي أ?ضا، بدا ا?ردن في ا?ونة ا?خ?رة أقل استق?ل?ة في مواقفھ؛ تابع ول?س حل?فا لدول خل?ج?ة، و?سا?ر الغرب في كل صغ?رة وكب?رة،
بدعوى ا?حتفاظ بدوره 'الوظ?في' الذي بدونھ لن ?حصل على القروض والمساعدات.
أ?ا كانت الحق?قة بشأن الدور الوظ?في، فإن السلوك الذي تنتھجھ ا?دارات الرسم?ة والدبلوماس?ة في ھذا المجال، ?نطوي على قدر كب?ر من ا?ھانة وا?نتقاص
من الكرامة والس?ادة الوطن?ة.
لقد انقسم ا?ردن?ون حول وجود قوات أم?رك?ة على ا?راضي ا?ردن?ة، ولو كانت محدودة العدد. المعط?ات الموضوع?ة كانت تش?ر إلى حاجتنا الفعل?ة
لخبراء عسكر??ن لمساعدتنا في إدارة التحد?ات غ?ر المسبوقة على الجبھة الشمال?ة. لكن التصر?حات التي أدلى بھا رئ?س ھ?ئة ا?ركان المشتركة ا?م?رك?ة،
الجنرال مارتن د?مبسي، بعد ز?ارتھ لعمان ا?سبوع الماضي، كانت صادمة حقا. ثقة ا?ردن??ن بقدرة ج?شھم على حما?ة حدود ا?ردن ? حدود لھا، ولذلك لم
?تقبل الكث?رون الحد?ث عن إمكان?ة ز?ادة القوات ا?م?رك?ة في ا?ردن، أو بقائھا لسنوات طو?لة.
لقد واجھنا أ?اما عص?بة في الحروب التي شھدتھا المنطقة خ?ل العقود ا?خ?رة. رغم ذلك، لم نكن بحاجة إلى قوات أجنب?ة لتحم?نا. وكنا على الدوام نسخر من
دول عرب?ة حوّلت أراض?ھا إلى قواعد أجنب?ة، أو تلك التي تعتمد على أساط?ل الو??ات المتحدة لحما?ة شواطئھا. على العكس تماما، ا?ردن ھو من كان وما
?زال ?تكفل بحما?ة ا?ستقرار في دول عرب?ة شق?قة.
ا?ردن بحاجة ماسة إلى دعم حلفائھ. لكن ?نبغي ا?دراك أن ا?ستقرار الداخلي ومواجھة التحد?ات ا?قل?م?ة مھمة وطن?ة أردن?ة.
بفعل الطر?قة التي ند?ر ف?ھا تحالفاتنا الدول?ة وا?قل?م?ة، وعلى مختلف الصعد، ?سود اعتقاد لدى قطاعات واسعة من المواطن?ن بأن استقرار النظام الس?اسي
قائم على الدعم الخارجي. إنھ أسوأ استخ?ص، و?نبغي العمل على تغ??ره بسرعة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة