السبت 2024-12-14 06:28 ص

مهرجان عرار يكرم الشاعر أحمد الخطيب في افتتاح دورته الرابعة

02:03 م

الوكيل- رعى وزير الثقافة الأسبق سميح المعايطة، مساء يوم أمس الأول، حفل افتتاح مهرجان عرار الشعري السنوي الرابع، (دورة الشاعر أحمد الخطيب/ شخصية المهرجان)، الذي أقيم في بيت عرار الثقافي، بتنظيم من منتدى عرار، وسط حضور من الشعراء الأردنيين والعرب المشاركين فيه، وحضور وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية موسى أبو غربية، ومدير ثقافة إربد علي عودة، وجمع من جمهور محافظة إربد.



واستهل حفل، الذي أداره القاص د. حسين العمري، الافتتاح بكلمة ترحيبية من مدير المهرجان ورئيس المنتدى محمد عزمي خريف، أكد فيها على الإرث الثقافي للشاعر مصطفى وهبي التل، «عرار»، حيث أشار إلى أن عرارا (شاعر الأردن) كان مستهدفاً حتى في صموده، واستهدافه كان استهدافاً لأمة بأسرها، معتبراً عرارا مدرسة آمنت بخطابها أجيال المستقبل بل وجميع الأجيال، منوها بأن الشعراء الأردنيين والعرب في هذا المهرجان يجسدون حضور عرار بشعره وإرثه الثقافي، وبأن المكان الصادق الذي يحتضنك يجسّد في هذا المهرجان بأنك من أمةٍ عظيمة، حيث توافدوا من فلسطين والعراق والحجاز ولبنان ليقولوا في حضرتك اشعارهم.


من جانبه أكد راعي الحفل على شرف التكريم له لرعاية هذا المهرجان، حيث قال، إن ما يكتبه أو ينتجه المبدع لا يمكن أن يكون إرهابياً، بل يضعنا في دائرة الإبداع، مشيراً إلى أننا عندما نكون في حضرة عرار نستذكر مسيرة الأمم والشعوب بما تخلّفه من رموز إبداعية، مضيفاً بأن من يصنع الثقافة والإبداع هو الأديب والشاعر والكاتب، وليس تجّار الدماء الذي يسعون إلى تفكيك المجتمعات، فعلينا أن نذهب إلى صناعة المؤسسة الثقافية التي ترعى المبدعين والإبداع، معتبرا مدينة إربد أنها تشكل جزءا كبيراً من ثقافة الأردن.
فيما قدم الشاعر أكرم الزعبي شهادة إبداعية تناول فيها شخصية الشاعر الخطيب، ومما جاء فيها: لا يبالي بالشهرة، ولا يحفل بها، هو رجلٌ كيمياءُ الشعر من مكوّنات دمه، تسرقك ابتسامته إلى عوالم مليئةٍ بالحب المحض، وتأخذك سُمرتُه إلى لون الحنطة التي تهبُ الكائنات الحياة، لكنّه عندما يتعلّقُ الأمرُ بالشعر فإنّ الشاعر أحمد الخطيب لا يهادن ولا يساوم. لم يبع نفسه في زمن التردّي والتحوّلات، وظلّ مخلصاً لشعره ومبدئه، ولم تسرقه طبيعة عمله في الصحافة عن الاهتمام بمنجزه الشعري والفكري، كما لم تمنعه عن مواصلة ولعه بالقراءة الورقية حتى في أشدّ الأوقات انشغالاً. لأحمد الخطيب عشرات من دواوين الشعر التي لم تأخذ مكانها الحقيقي واللائق في الدراسة والبحث على المستويين النقدي والأكاديمي.


تالياً تم تكريم الشاعر أحمد الخطيب بتقديم درع المهرجان تقديرا له ولمنجزه الشعري والإبداعي في المشهد الثقافي الأردني والعربي، سلمه له، راعي الحفل ومدير المهرجان.
إلى ذلك بدأت أولى أمسيات المهرجان الشعري، بقراءات للشاعر الفلسطيني يوسف المحمود، حيث قرأ مجموعة من قصائد ديوانه «أعالي القرنفل»، من مثل: الحصان أزرق العينين، الأصدقاء، وزيارة». قصائد عاينت بفنيتها ولغتها العالية تأملات الشاعر في مشهدية الحياة، وفي قصيدته «الحصان أزرق العينين» يقول: «تذكرون الحصان الجميل/ أزرق العينين/ الحصان الذي أبعدوه عن الماء/ وقصوا جدائله البيضاء/ الحصان الذي عاد يوماً طعينا وأعمى/ الحصان الذي جاء يبكي صهيلا مدمّى، إلى أن يقول « تذكرون الحصان الذي كان يوما/ إنه وطني».
تلاه الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب الذي قرأ بدوره باقة من قصائده التي جاءت على شكل القصيدة الكلاسيكية الحديثة بلغتها، حيث اشتبك في قصائده بالهم الإنساني المعيش، وما يدور في فلك هذه الأرض، ومن قصيدته «وقفة الأشجار» نقرأ: «لم تصنع الفلك خوف الماء لست نبي/ آمنت بالأرض صلصالاً من اللهب/ آمنت في وقفة الأشجار متسعٌ/ يوماً سيفضي إلى حرية القصب».


ومن جانبه قرأ الشاعر اللبناني نبيل ملّاح أكثر من قصيدة عمودية استذكر فيها حالات الشاعر ورؤيته لما يجري على هذا الكوكب السّيار، مستذكراً بلغته جراحات فلسطين، هاتفا ليبقى الهلال الخصيب.
الزميل الشاعر موسى حوامدة استذكر الغجر الراحلين إلى الأندلس، وذهب إلى العدم الذي يملأ اليقين، صارخاً و»أنا ميت». قصائد الحوامدة تحمل في ثناياها المادة التاريخية التي أسقطها على المعطى اليومي، بلغة لا تخلو من الفلسفة – فلسفة وجدلية الحياة والموت، ومن قصيدته «وأنا ميت» يقول: «وأنا مَيْتٌ/ أرى ما لا يُرى/ كنتُ استعرتُ عينيّ هُدهدٍ/ وحساسيةَ خفاش/ ونسيتُ أنْ أدفنهما معي/ وأنا مَيْتٌ؛/ تحت ترابٍ بارد ورطب/ أُدوِّرً على ملاكَيَّ فلا أجدُ تفاحةً أو سوطاً/ تناسيت موتي/ تناسيت حقي في قبر فرعوني/ ونسيت أن آخذ صورتي معي/لأضيفها على بطاقة التعذيب».


واختتم القراءات الشعرية الشاعر أنور الأسمر بقراءة قصيدة واحدة، حملت عنوان «لك الرؤيا» ويحيلنا هذا العنوان إلى نبوءة الشاعر وقراءته لموضوعات الحياة وتجليات العاشق، وفيها يقول: «لكَ الرؤيا وفي المعنى نبيٌّ / فتَجَهَّز لسنبلة الغموض ولا تنتظر سجود الكواكب/ ليصدقَ المعنى الوحيد نبوءتك / واحذر من ليل يعبث بوردة الحلم الخجولة / فلن تأكل الطير من رأس الحنين/ وإن أنتَ خُنت الغيابَ أو اختلستَ قُبلة من لغةٍ / تُربي النجوم على ضوئها / دّع للفراشة حُرية الرقص حول النور / ابذر حبات دمعكَ في أرض دمعك / واسقها من ماء دمعك».
في نهاية الأمسية تم تكريم راعي المهرجان ومدير ثقافة إربد ووكيل وزارة الثقافة الفلسطينية وجريدتي «الدستور» و»الرأي»، والشعراء المشاركين في المهرجان.

الدستور


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة