الأحد 2024-12-15 17:18 م

ميليت في منزل الكوفحي

03:49 م

تعرض الدكتور نب?ل الكوفحي لحملة انتقادات دشنها 'إخوة' له في الحزب؛ حزب جبھة العمل ا?س?مي، على

خلف?ة استقباله للسف?ر البريطاني في عمان، ب?تر م?ل?ت، بمنزله في إربد. ق?اديون بفرع الحزب في إربد
وصفوا دعوة السف?ر بالتصرف غ?ر المسؤول، والخارج عن الثوابت. ب?د أن مسؤول?ن بارزين في الحزب والحركة
ا?س?م?ة؛ حمزة منصور وزكي بني ارش?د، صبا م?اھا باردة على الرؤوس الحام?ة، بتصريح ا?ول أن الكوفحي
لم يرتكب أي مخالفة تنظ?م?ة، وأن الب?ان الصادر عن فرع إربد ? يعبر عن موقف رسمي. أما بني ارش?د، فأكد
لـ'الغد' أن الجماعة ? ع?قة لھا بالموقف من الدكتور الكوفحي.

لن أخوض في سجال ا?س?م??ن الداخلي حول دعوة السف?ر البريطاني، فھو على ا?رجح سجال يرتبط
بالخ?فات ف?ما ب?نھم حول جملة من التطورات، أبرزھا مبادرة 'زمزم' التي يعد الكوفحي أحد مھندس?ھا
الرئ?س??ن. لكن الضجة التي أث?رت حول الدعوة ل?ست ا?ولى من نوعھا، فقد قوبلت نشاطات مشابھة لم?ل?ت
وغ?ره من السفراء الغرب??ن بجدل صاخب وانتقادات من أوساط س?اس?ة وحزب?ة، اتسم معظمھا بقدر مفزع من
العدم?ة في النظرة إلى ا?خر، وتصن?ف كل 'غربي' على أنه عدو يستحق المقاطعة.

على مدار تاريخ ا?ردن، كان الساسة من كل الت?ارات يلتقون بالسفراء ا?جانب؛ مذكرات السفراء وبرق?ات
وزارات الخارج?ة تكشف عن ذلك. والكث?ر من تلك اللقاءات حدثت في أصعب الظروف الس?اس?ة التي مرت بھا
الب?د. لم يكن الساسة وأقطاب المعارضة يتآمرون على ب?دھم؛ ھناك بالطبع أصحاب أجندات يسعون إلى
الحصول على دعم السفارات لتعزيز دورھم، لكن ل?س كل الس?اس??ن على ھذه الشاكلة.
في البلدان كافة، ينشط الدبلوماس?ون لجمع المعلومات عن الدول التي يعملون ف?ھا، وا?لمام بموقف القوى
وا?حزاب الس?اس?ة. ويتواصلون مع مؤسسات المجتمع، من جمع?ات واتحادات، ويقدمون المنح لمشاريعھا،
ويتلقون المشورة حول أفضل الطرق لتقديم المساعدات بدل أن تذھب بطرق غ?ر مجدية، كما حصل مع منح
كث?رة ل?ردن.

وفي المجال الس?اسي، كث?را ما نبدي عتبنا وغضبنا على مواقف الدول الغرب?ة المنحازة ضد قضايانا العرب?ة،
وخاصة قض?ة فلسط?ن. لكن الس?اس??ن والمعارض?ن منھم، ينسون في غمرة الھجوم على الغرب أن الدعوات
لمقاطعة السفارات الغرب?ة تقلل من فرص التأث?ر بشكل إيجابي على مواقف ھذه الدول.
إذا كان الموقف من إسرائ?ل ھو مع?ار الع?قة مع الدول الغرب?ة، فإن جم?ع ھذه الدول، ول?ست بريطان?ا فقط،
لھا ع?قات دبلوماس?ة مع إسرائ?ل، لكنھا تؤيد في الوقت نفسه حق الفلسط?ن??ن في إقامة دولتھم
المستقلة. ھل نقاطعهم جم?عا؟
لسنوات مضت، كانت أحزاب المعارضة، وفي مقدمتھا الحركة ا?س?م?ة، تتسابق في تنظ?م زيارات التضامن
والتأي?د لسفارات روس?ا وإيران وفنزوي?، للتعب?ر عن شكرھا لمواقف ھذه الدول تجاه قضايا راھنة. ال?وم، يقاطع
ا?س?م?ون ھذه السفارات احتجاجا على الموقف من سورية، وفي المقابل يقاطع ال?ساريون والقوم?ون
سفارات الدول الغرب?ة الكبرى، كبريطان?ا وأم?ركا، لنفس السبب.

يتع?ن على كل ا?طراف أن تع?د النظر في مواقفھا؛ المقاطعة سلوك عدمي، والحوار ممكن مھما تباعدت
المواقف. المقاطعة المشروعة ھي للسفارة ا?سرائ?ل?ة، وماعدا ذلك فإنھا ? تجدي نفعا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة