الأحد 2024-12-15 07:37 ص

مين «أنريكي»؟

12:57 م

مثل سواي أُعاني من مشكلة « صراع الأجيال». ويتجلّى ذلك في أبسط صوره عندما أقوم بايصال ابنتي كل صباح الى الجامعة الاردنية. وبمجرد أن تجلس الى جواري حتى تحرّك مؤشّر الراديو على اغنية أجنبية. وذات يوم عثرتُ على شريط للمطرب العالمي « أنريكي جلايسيس» صاحب أُغنية « خذني معك» و « كاذب أنا « و» جميلة» ـ مهمة الاغنية الاخيرة ـ .طلعنا « قرايب» احنا والأخ أنريكي.


وغلطت مرة ثانية ووضعتُ الشريط في السيارة. وما ان رأته « دالية « حتى جُنّ جنونها وصاحت وكأن والدها دخل « الحكومة «. وقالت مثل جيل اليوم» ياي انريكي!». ولم أفهم أهمية الشخص، مع أنني اشتريت شريطه لمجرد أنه « زهيد الثمن» واشتريته من « الجورة/ سقف السيل» من بائع الخردوات بعشرة قروش. وكان معه شريط لجورج وسّوف ومحمد عبده ودفعت للرجل نصف دينار ثمنها كلها.

ووقعتُ في شرّ اعمالي. فما ان « تركب» معي ابنتي حتى تضع شريط الاخ « أنريكي» وتبدأ بالنطنطة و « تلخمني» وأنا أقود السيارة.

وذات يوم أخفيتُ الشريط، وكأنني أخفيتُ طفلا عن حضن أُمّه. دبّت الصوت وظلت تعاتبني وتسألني: أين ذهبت بشريط انريكي؟ وكأنني «مرتكب جريمة بحق البشرية».

يا للهول..

امس كنتُ أسير مع صديقي المخرج المسرحي حاتم السيّد ـ ما غيره ـ، ضمن مشوارنا المسائي التقليدي. وجاءت « السيرة» على ذكر الأولاد والبنات وما يعانيه الآباء معهم. وذكرتُ له مشكلتي مع ابنتي « دالية « وشريط « أنريكي» الضائع. واسترسلتُ بالحديث. وفجأة وقف شعَر « حاتم « وقال: يارجل إلك ساعة بتحكي عن مشكلتك، وأنا مش فاهم ، مين انريكي؟

قلت له: ابن خوليو جلاسيس.

وعاد « حاتم» يصرخ بي: انا ما عرفت الولد تاتحكيلي عن أبوه. مين خوليو؟

صحيح، مين خوليو؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة