الأحد 2024-12-15 04:46 ص

نندد بقصف ما تبقى

10:52 ص

لا يعرف كثيرون من العرب ان البيانات الختامية للقمم العربية،تكون جاهزة قبل ان تبدأ القمة العربية ذاتها،وقد غطيت كصحفي اكثر من خمس عشرة قمة،والسر لم يعد سراً.

الفروقات شكلية،واغلب خلافات القمم العربية حول ثلاث كلمات فقط،وفي قمة عربية قرأنا نصا يقول «نندد بقصف لبنان» وفي قمة لاحقة بقي ذات النص المكون من ثلاث كلمات مع تغيير كلمة واحدة،اذ اصبحت الجملة «نندد بقصف غزة» باعتبارها آخر المواقع المقصوفة.
الارجح ان القمة الحالية سوف لا تنسى ان تقول «نندد بقصف الجولان» باعتباره آخر المواقع العربية المقصوفة،وهو مقصوف العمر والذاكرة والمكان معا.
اذا بقي الحال العربي كما هو،والارجح ان يسوء ويتدهور سنقرأ نصا بعد عدة قمم عربية يقول..»نندد بقصف ما تبقى» من باب الاختصار في المفردات،ولان ما تبقى قد يكون مجهول الاسم لدى المشارقة العرب،باعتبارهم يظنون انهم جناح الامة،في نسر يطير بجناح واحد.
التنديد مرتفع الثمن،لان القمم العربية مكلفة ماليا،وكلفة كل قمة عربية كفيلة باعادة اعمار آخر المواقع العربية المقصوفة،على يد الاعداء،وبتسهيل ثوري من الاخوة في حالات كثيرة.
القمم العربية مجرد مرآة لحالة العالم العربي،وجامعة الدول العربية تكريس للتقسيم من جهة،وتثبيت للكيانات بصورتها الحالية،وهي مؤسسة ضعيفة،لان آليات القمم غير ملزمة،وبين ايدينا اطنان من القرارات لم يتم تنفيذها،ابرزها تلك القرارات المتعلقة بفلسطين،والقدس،ومابينهما من قوس المقدسات الدينية والبشرية والحضارية.
العرب يقولون شيئا،ويفعلون شيئا آخر،باعتبار ان الذاكرة العربية مثقوبة،والانسان العربي سريع النسيان،ولم تفلح جامعة الدول العربية في تاريخها،بأي خطوة ايجابية،فما زال العربي يقف عند الحدود ويتم تفتيشه والاشتباه فيه،والنظر اليه بشك وريبة،باعتباره وباء متنقلا،والشاويش لم يسمع عن القمم العربية،ويطبق العروبة على طريقته الخاصة.
في القمم العربية تثور الخلافات احيانا،وتنعقد الجلسات السرية،ثم ينفض السامر،ويعود كل طرف الى وطنه،والانسان العربي المبتلى بكل البلاءات السياسية والقومية،فوق الجوع والاضطهاد ومصادرة الحرية،لم يعد يجد وقتا لمتابعة هذه القمم،ولعل الادهى والامر،ان يوحد العرب مطرب صاعد،مشرقي او مغاربي،فتنهمر التصويتات الالكترونية له،تعبيرا عن وحدة قومية من نوع جديد،على البست وفي المرقص يارعاكم الله.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة