الأحد 2024-12-01 13:20 م

نهاية حقبة برشلونة .. المكاتب دمّرت الكامب نو

09:05 ص

الأزمة الحقيقية ليست في اللاعبين ولا المدرب، برشلونة يعاني من أزمة حقيقية قوامها رئاسة النادي وأفكاره.


'إنه يقوم بعمل رائع'، بهذه الكلمات خرج رئيس نادي برشلونة جوسيب بارتوميو ليصف ما يقوم به المدرب البائس لويس إنريكي. فرئيس النادي الكتلوني الذي لا يملك 'خطة ب لرحيل إنريكي' يحاول الدفاع عما تبقى من خياراته السيئة وعمله الإداري السيء الذي حمل الفريق إلى الأزمة التي يعيشها الآن.

من هو بارتوميو؟

عند الحديث عن رئيس نادٍ لأعرق فرق كرة القدم في العالم، فنحن يجب أن نتحدث بالتأكيد عن خلفية معرفية تتيح لهذا الرئيس أن يكون في موقعه. إلا أن السيرة الذاتية لبارتوميو تقودنا إلى مكان آخر، فهو كان مدير شرك 'أديلتي' المختصة بهندسة الطائرة و'إي أف سي' المختصة بالصيانة الكهروميكانيكية لبوابات المطارات. إلى جانب نجاحه في عالم الأعمال كان بارتوميو لاعباً في فريق برشلونة لكرة السلة، ليستلم بعدها منصب نائب الرئيس في حقبة ساندرو روسيل ويتابع مهامه كرئيس بعد استقالة الأخير، وانتخب في سنة 2015 رئيساً لنادي برشلونة.

من الـ'يونيسف' إلى طيران قطر

تعد الخلفية التي جاء منها بارتوميو مفتاحاً لمعرفة الدور الذي يلعبه في الفريق. فهو كان نائب الرئيس في الحقبة التي شهدت فضيحة صفقة نيمار والتهرب الضريبي. لكن الأهم أنه كان الداعم الأول لانتقال برشلونة من اليونيسف إلى قطر مع ما يحمله ذلك من تحول تاريخي في ما يمكن تسميته 'عقيدة' الفريق الكتلوني.

روسيل استلم قيادة سفينة برشلونة في سنة 2010 والفريق يعاني من ديون وصلت إلى 442 مليون يورو، وكان صلب مشروعه الانتخابي تخفيض هذه الديون، ومع استلام بارتوميو في سنة 2015 انخفضت الديون الصافية لبرشلونة إلى 340 مليون يورو سنة 2016 و280 مليون يورو في سنة 2017، لكن على حساب ماذا كانت كل هذه النجاحات المالية؟

يمكن القول هنا إن بارتوميو رجل أعمال ناجح، إلا أنه فشل بإحداث التوازن بين نجاحه من جهة وثقافة الفريق وكرة القدم من جهة أخرى. فحقبة روسيل ومعها بارتوميو كانت الطريق لأول عقد دعائي يوضع على قميص فريق برشلونة مع طيران قطر سنة 2010 وهو ما يعد ضربة كبيرة لثقافة النادي الكتلوني بحجة الحاجة المادية، إلا أن هذا الباب كان مفتاح العديد من الإخفاقات التالية.

المدير الرياضي الجديد

في سنة 2015 أقال الفريق الكتالوني في عهد روسيل المدير الرياضي للفريق زوبيرزاريتا وهو المسؤول عن العديد من الصفقات الكبيرة وأهمها لويس سواريز. وجاء هذا القرار في حقبة بارتوميو الذي عين المدير الرياضي السابق لميلان روبير فيرنانديز بديلاً له، وكان فيرنانديز بالتعاون مع إنريكي مسؤولان عن صفقات برشلونة الأخيرة من أندريه غوميش وباكو ألكاسير ولوكاس دينيه ودينيس سواريز. وهي الصفقات التي اعتبر كثيرون أنها أقل بكثير مما اعتاد عليه الفريق الكتلوني.

أزمة العقود

أما الأزمة الكبيرة التي تمر فيها إدارة بارتوميو فهي أزمة تجديد العقود والتي ستشكل صفعة مالية للفريق الذي يحاول تقليص نفقاته إلى أقصى حد ممكن حيث أن معظم اللاعبين الذين سيتم تجديد عقودهم من المتوقع أن يطالبوا بمبالغ مالية أكبر وهنا نتحدث عن الأسماء الأهم في الفريق مثل خافيير ماسكيرانو وأندريس إنييستا وليونيل ميسي وهو ما يخلف جواً مشحوناً بشكل مستمر بين الإدارة واللاعبين.

لا شك أن الأندية الكبرى تحصد ما تبنيه منذ سنوات، ولا شك أن رئيس نادٍ يخرج ليخبر جماهير فريقه أنه 'لا يملك خطة ب' لأزمة كبيرة يمرّ بها الفريق هو فشل من ناحية التخطيط للمستقبل. فأزمة برشلونة الحالية ليست فقط في اللاعبين أو المدرب هي أزمة هيكل كامل بات يجب تغييره، أزمة بدأت حين قرر يوهان كرويف أن قدمه لن تطأ أرض الكامب نو.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة