السبت 2024-12-14 05:48 ص

هاليومين

07:40 ص

كان والدي كلما طلبتُ منه ان يشتري لي «لعبة» أثناء طفولتي يقول لي» طوّل بالك،بس هاليومين». وراحت طفولتي في الحارات و وتحديدا في»السحاسيل» وفي لعب»التراب».

وفي مرحلة الصبا ودخول المدرسة،كنتُ كلما طلبتُ من مربّي الصفّ أن يختارني»عريفا للصف»،كان يعدني خيرا قائلا» إن شاء الله هاليومين».
وغادرتُ المدرسة الإعدادية وفي المرحلة الثانوية،كنتُ أحلم بالسفر بالقطار الذي كان يمرّ بمدينة» الرصيفة» قادما من عمّان الى «الشام». وكان هدفي كتابة موضوع «إنشاء» تطبيقا لما كان يطلبه منا مدرّس اللغة العربية وكان يأخذ صيغة حائرة بين فعل الأمر وفعل التخيّل «سافر الى مكان وصِفْ ما تراه في رحلتك».
ولم أكن مثل سواي من الأولاد نملك ثمن تذكرة القطار، واهتدينا الى والد أحد أصدقائنا وكان»زنقيلا وغنيّا»،ووعدنا الرجل لكنه وضع أمامنا شروطا «تعجيزية» منها ان ينجح ابنه في التوجيهي وأن نُسهم نحن بتدريس الولد «الهامل». وكان كلما لقيناه،قلنا له»آه يا عمّوه إيمتى رح نسافر بالقطار»،كان يرد»هاليومين،هاليومين».
حظّي العاثر ـ دائما حظّي عاثر ـ،قادني الى «حب»فتاة في حارتنا ـ أيام المراهقة ـ،وكانت «كلّ الظروف» ضد نجاح تلك العلاقة»المستحيلة».لكنني «ركبتُ رأسي» وكنتُ ألحّ عليها ان تخرج معي كما كنا نرى في الأفلام»الهندية»،وكنتُ أحرص على تلميع»شَعْري» ـ الراحل ـ،بزيت الزيتون. وأسرح في تفاصيل اللقاء ـ الذي لم يتم ـ،حيث كان ردّ الفتاة «الخجولة»،»أوعدك بس هاليومين،لما بابا يسافر». وعلى حظّي،»باباها» لزّق في البيت.
هذه الأيام،استمر «مسلسل» هاليومين،
فالصغير يريد «بليه ستيشن»،وأنا وعدته منذ سنة،وقد «قرف» من كلمة «هاليومين».
والبيت يحتاج الى «بطاطا» و»بندورة» و»باذنجان»،ناهيك عن» اللحمة والدجاج» التي دخلت «دفتر الذكريات».
طيّب،ماذا أفعل،والجيبة فاضية،وكلما سألتُ أحدا كي «يقرضني» مبلغا،يبتسم ويقول» تِكْرَم،بس هاليومين».
مئة سنة وأنا أسمع «هاليومين»،وأحوالي من سيّء الى أسوأ.
إذا كانوا «يومين» وهلكنا كيف لو كانو»هالثلاثة أيام»
«هيك وهيك لهاليومين!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة