السبت 2024-09-21 21:04 م

هُتافات أردنية فلسطينية علت باسمه .. فمن هو "الطيبي"؟

08:53 ص

جلنار الراميني - اشتعلت مُدرّجات التشجيع في مباراة انصهرت فيها أسمى معاني الوطنية ، باللّحمة الأردنية الفلسطينية ، والتي كانت سيدة الموقف ، خلال مباراة جمعت نادي الوحدات الأردني، ونادي هلال القدس الفلسطيني، على وقع أهازيج وطنية أردنية تفتخر بجلالة الملك عبد الله الثاني ومواقفه الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

المُدرجات بدت 'مُتحمّسة' ، وقد علت أصوات المُشجّعين ، في أمسية راقية بالروح الرياضية ، وقد كان اللون الأخضر بارزا في مباراة يُمكن وصفها بـ'الداعمة' للشعب الفلسطيني ، علما أنها برعاية رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة سمو الأمير علي بن الحسين.

واللافت للنظر ، أن هنالك اسما ردّده الجماهير ، وأصبح منتشرا في أنحاء 'الستاد الرياضي' ، وهو 'أحمد الطيبي' ، حيث هتف المشجعون باسمه ، مرحبين به ، كونه صاحب القضية ، ورجل المواقف الوطنية في 'الكنيست الإسرائيلي'، فصدحت الأصوات بهتاف 'قوم وقف يا طيبي .. ظلك قاوم اوعى تلين .. هيك بترجع فلسطين'.

الطيبي ، وقف يحيي الجماهير، منحنيا أمام تلك الهتافات الأردنية الفلسطينية، معتبرا تلك التحية بمثابة ' شكر' من شعب يعشق فلسطين إلى رجل أخذ على عاتقه وطنا بحاجة إلى قلب نابض بالجرأة أمام ما يُسمى 'إسرائيل'.. فمن هو الطيبي؟

أحمد كامل أحمد الطيبي أو الدكتورأحمد الطيبي طبيب سابق وعضو البرلمان الإسرائيلي 'الكنيست' ورئيس الحركة العربية للتغيير، ولد في 19ديسمبر(كانون الأول)، عام 1958م في مدينة الطيبة لأب من يافا وأم من الرملة لعائلة شردت بالكامل فمنهم من لجأ للطيبة ومنهم من لجأ لمخيمات اللاجئين في نابلس وخان يونس وسائر الدول العربية كالأردن،الكويت وغيرها.

رافق الرئيس عرفات في شؤون السياسة الفلسطينية حيث شغل عام 1993 منصب مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الأقلية العربية التي تشكل 20% من السكان في إسرائيل وهو عضو في الكنيست الإسرائيلي منذ سنة 1999وحتى الآن .

صقلت شخصية الطيبي وترعرعت في كنف عائلة سكنت الطيبة قسراً بعد تهجيرها بويلات عام النكبة 1948 ويعد ترتيبه الثاني بين إخوته الستة والأكبر لأخوته الـ3 الذكور .. تلقى تعليمه الثانوي في الطيبة وثم انتقل للدراسة في كلية الطب 'هداساه' في الجامعة العبرية في القدس في حيث أدرج بالمكان الأول تحصيلياً على دفعته كأول عربي حاز على هذا الأدراج وحتى اليوم .

متزوج من الدكتورة مي الطيبي من مواليد طولكرم ولديه منها ابنتان.

الدّكتور أحمد الطيبي يَعرف نفسه كفلسطيني- عربي، ويطالب بتغيير إسرائيل من دولة يهودية إلى 'دولة كل قومياتها' والديمقراطية الإثنية المتبعة إلى ديمقراطية متعددة الثقافات، وقد قال في أكثر من مناسبة بأن إسرائيل لا يمكن أن تعرف نفسها كدولة 'يهودية وديمقراطية' حيث أن هنالك تناقضا بين هاتين القيمتين، 'فلا يمكن أن تكون ديمقراطياً وتفضل مجموعة من المواطنين على أخرى على أساس عرقي', والتفسير الوحيد, وفق أقواله, لهذا التناقض هو أن إسرائيل هي 'دولة ديمقراطية تجاه اليهود ويهودية تجاه العرب'.



انتخب في العديد من استطلاعات الرأي كأبرز وأفضل عضو كنيست عربي والأكثر نشاطاً بين أعضاء الكنيست عامةً.
ويعتبر في الكنيست برلمانياً لامعاً وكان أول عضو كنيست عربي ينجح في سن أربعة قوانين خلال الدورة السادسة عشرة والسابعة عشرة أيضا. من أبرز المختصين في العالم العربي بالشأن والسياسة الإسرائيلية ويعتبر مرجعاً مرموقاً في المجال. كما واختاره الصحفيون والبرلمانيون كأفضل خطيب في البرلمان ما بين اليهود والعرب على حد سواء. شغل في قمة 'واي ريفر' منصب المتحدث الرسمي باسم الوفد الفلسطيني، واعترف الجميع بآدائه المميز آنذاك.

يجتهد د.أحمد الطيبي في فضح العنصرية والتمييز ضد أبناء أقليته ومحاربته وفي كشف جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة والقطاع, ويعترف الكثيرون بنجاحه في هذا السياق لقدرته على التعامل مع وسائل الإعلام, وإدراكه لأهميتها كوسيلة الاتصال الأكثر أهمية في مخاطبة الرأي العام ومخاطبة الآخر. وقد وصف كـ'فلسطيني شامخ لا يخشى في الحق لومة لائم، إنما يخاطب الأغلبية بمستوى العينيين'. ويفتخر بكونه فلسطينياً قائلاً 'لا أدعي اننا أفضل شعب في العالم ولكن من ناحيتي لا يوجد شعب أفضل من الشعب الفلسطيني, ولو قدر لي الاختيار ثانيةً لأخترت أبداً أن أكون فلسطينياً'.


الطيبي والقضية الفلسطينية
شغل الطيبي منصب المستشار السياسي للرئيس ياسر عرفات مما أثار ضغينة الكثيرين من الإسرائيليين ضده والذين حاولوا سن قانون, دعي فيما بعد بـ'قانون الطيبي', حيث يُمنع أي مواطن عربي من العمل مع السلطة الفلسطينية وهيئاتها المختلفة ، كما وحاول اليمين مرة أخرى شطب قائمته ومنعه من المشاركة بالانتخابات الإسرائيلية بسبب دعمه للمقاومة أو 'الإرهاب' بالمفهوم الإسرائيلي.

وقد كان أول من دخل إلى مخيم جنين عام 2002 بعد المذبحة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلية, وقد أصيب في بداية الانتفاضة الثانية خلال تواجده في باحة المسجد الأقصى (القدس) عام 2000 عندما اقتحم أرئيل شارون المسجد الأقصى, حيث وصفه الراحل ياسر عرفات آنذاك بأنه 'أول جرحى الانتفاضة'.

ولازال د.أحمد الطيبي متابعا للسلطة الفلسطينية وشؤونها وقد شارك الرئيس محمود عباس ضمن الوفد الفلسطيني لتقديم طلب عضوية فلسطين في الامم المتحدة في أيلول 2011 وبعدها تعرض لهجمة يمينية شرسة اثر مرافقته للرئيس عباس حيث طالبت كل أحزاب اليمين بإبعاده من البلاد وطرده من 'الكنيست' واعتقاله وطرحت عدة قوانين خاصة تم تسميتها بـ 'قوانين الطيبي' تهدف إلى تقييد حركته وحرية عمله السياسي كما طالب الليكود بسحب جواز سفره الدبلوماسي والغاء حقوقه البرلمانية.

الطيبي رد على الحملة بالقول:'أنا فلسطيني ولن تثنيني هذه الحملات عن نضالاتي ومواقفي ومواطنتي لا يمكن ان تكون مشروطة بموقف سياسي مهادن للاحتلال فنحن في مقدمة المناهضين والمناضلين ضد الاحتلال والعنصرية الإسرائيلية'. .

ومن الجدير ذكره ، أن الطيبي معروف بحبه للأردن وانتمائه له ، وهو أول المتصدين لنواب التطرف الإسرائيلي الذين تهجموا على الأردن ،وطرحوا مشروع الوطن البديل ، لإيمانه المطلق بأن الخارطة الأردنية ستبقى محافظة على معالمها ولن يعبث بها أحد من المساومين على الأرض الفلسطينية والأردنية.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة