دعا مسؤولون وخبراء في ندوة نظمتها الجمعية الأردنية للبحث العلمي مساء أمس بعنوان 'المخدرات وأثارها الصحية والمجتمعية' الى تعاون الجهات المختصة والمواطنين لمواجهة ظاهرة 'الجوكر' والمخدرات المقلقة التي تتنافى مع العادات الاجتماعية والدينية وتنعكس سلبا على المجتمع ومستقبل الأجيال.
وأشار الرائد أنس طنطاوي من إدارة مكافحة المخدرات في الندوة التي ادارها رئيس الجمعية الدكتور انور البطيخي إلى 'أن مادة 'الجوكر' من المخدرات الاصطناعية، التي وصلت إلى الأسواق العالمية عام 2000 وبدأت في الانتشار سريعاً إلى أن وصلت الى الدول العربية بعد عام 2010 ، حيث يروج لها عبر مواقع التواصل الالكترونية العالمية وتباع على شكل بخور أو أعشاب طبيعية أو تبغ ومع الأسف يتم التسويق لها على أنها طبيعية مئة في المئة ولا أضرار جانبية وأنه لا يمكن الكشف عنها في الفحوصات المخبرية لإقناع الشباب بها وهذا مفهوم خاطئ فالمختبرات الجنائية قادرة على كشف جميع المواد سواء كيميائية أم طبيعية كانت' .
كما يتم الترويج لها أيضاً بزعم مصنعيها، بوصفها عشبة تساعد على تحسين المزاج وتنشيط الذاكرة أو كبديل آمن للنيكوتين ليقع الشباب فريسة للمروجين الذين يلجأوون لاستخدام وسائل الاتصال الحديثة لنشر سمومهم ويلجأون أيضا إلى تغيير أسمائها لخداع الشباب مثل (دريم ، سبايس، بونزاين، مستر هبي، سكوبي دو.....) وجميعها جوكر قاتل.
وعرض طنطاوي المواد الداخلة بتصنيع الجوكر ، منها، سماد كيميائي له تأثير مشابه للقنبيات ومواد كيميائية تعتبر أقوى من المركب الأساسي لمادة الحشيش المخدر بعدة مرات، والحشيش غالباً ما يكون طريق لتعاطي الجوكر والسبايس وأعشاب سامة صنفت بأنها مجهولة ومواد نفطية (مذيبات طيارة)، محذراً ان هذه المواد الكيميائية تؤدي إلى الإدمان وتشمع الكبد والموت المفاجئ والعديد من المركبات الأخرى، التي يتم تطوير العديد منها بصورة مستمرة من قبل المصنعين لهذه المواد المخدرة مثل المواد والمبيدات السامة والقاتلة بشكل فوري وهذا تحذير للشباب بضرورة الانتباه والحذر من هذه الطرق وغيرها من الطرق الأخرى .
وحول شكل هذه المادة، أشار طنطاوي إلى أن هذا النوع من المواد المخدرة عبارة عن مواد تبغية أو عشبية لها لون أخضر فاتح أو غامق أو بني أحياناً تحمل رائحة قذرة ومعالجة بواسطة مواد كيميائية خطرة أو على شكل مادة تبغية أشبه بالدخان العادي يتم استخدامها من خلال لفها بأوراق اللف (الدخان العربي) وتدخينها بواسطة الغليون أو النرجيلة احياناً ، داعيا الشباب للحذر والانتباه وعدم الوقوع في مثل هذه الأساليب وغيرها .
وأكد ان للجوكر تأثيرا مشابها لتأثير الحشيش بسبب المركبات الصناعية التي تماثل القنبيات الطبيعية ، ولكن الأبحاث أثبتت أن لمخدر 'السبايس' أو الجوكر تأثيرات كبيرة وخطيرة جداً على صحة الإنسان وعقله ومشاعره ، ومنها: الإدمان السريع الجسدي والنفسي وفقدان التركيز وتغير سريع بوظائف الدماغ والانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة والذهان، وهو مرض نفسي خطير أشد درجة من الفصام ويصل في بعض الحالات إلى حد الجنون المطلق والإعياء المستمر والتهيئات غير الواقعية والتشنجات المشابهة لنوبات الصرع والفشل الكلوي ونوبات الفزع وإحداث خلل بالقدرات العقلية والجسدية والانفعالية، علاوة على الأضرار الاجتماعية والدينية والاقتصادية والأمنية والسياسية التي تلحق بالفرد والأسرة والمجتمع كسائر أضرار المخدرات الأخرى .
وبين طنطاوي أن الضرر الأكبر والأهم هو الموت المفاجئ وقد يكون السبب نزيفا حادا بالدماغ أو السكتة القلبية المفاجئة وتسمم الكبد أو جراء شل مراكز التنفس بالدماغ .
وأشار إلى أنه تم تكثيف الحملات التوعوية حول أخطار مادة الجوكر من خلال نشر فيديوهات خاصة من قبل مختصين في الإدارة تحت عنوان 'جوكر 1' و 'جوكر 2' و'جوكر 3' و'جوكر 4' و'جوكر 5' وتم تحميلها على جميع مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، حيث بلغت نسبت المشاهدة أكثر من مليوني مشاهدة وتم إرسال أكثر من مليون ونصف رسالة توعوية عبر شركات الاتصالات الخلوية الثلاثة للتحذير من خطورة المخدرات وخاصة مادة الجوكر إضافة إلى موقع الكتروني على الانترنت وتفعيل رقم خاص للإبلاغ عن أي معلومة عن طريق تطبيق الواتس اب على الرقم (0790192833) وتفعيل خط ساخن (064208000) لتلقي المعلومات بأسرع وقت.
وعرض رئيس قسم علم الامراض والاحياء الدقيقة والطب الشرعي استشاري علم السموم بالجامعة الأردنية الدكتور عبدالقادر بطاح مخاطر وآثار تعاطي المخدرات السلبية على المستوى الشخصي للمتعاطي من الناحية الصحية النفسية والجسدية والاجتماعية والسلوكية والمادية، والتي تنعكس على أسرته ومجتمعه، مشيرا إلى أن الدراسات بينت وجود ترابط في احتمالية تورط المتعاطي في الحوادث المرورية والشجار والغرق والحرائق والانتحار والجنايات والجرائم، بنسب أكبر من الأشخاص الطبيعيين بدون التعاطي.
وبين أن الجرعة الزائدة كثيرة الحدوث عند المتعاطي ولأسباب مختلفة حتى عند المدمنين الذين يعتبرون أنفسهم بعيدون عن ذلك ، حيث يمكن أن تؤدي هذه المواد إلى إخلال في وظائف أجهزة الجسم المختلفة بصورة مرضية وحسب المادة المعاطاة ويكاد لا يخلو أي عضو أو جزء أو جهاز من الجسم إلا ويتأثر سلباً نتيجة التعاطي ويمكن أن تتسبب الجرعة الزائدة بالوفاة، كما تؤدي المواد المنبهة للجهاز العصبي، مثل الكوكايين أو الأمفيتامينات إلى تنبيه الجهاز العصبي المركزي والجهاز القلبي الوعائي، فينتج عن ذلك زيادة في دقات القلب وعدم انتظامها وانقباض في الأوعية الدموية وتؤدي إلى ارتفاع بالضغط وارتفاع في درجة حرارة الجسم ونوبات صرع وعدم تروية أنسجة الجسم بالدم والأكسجين ،ومن أهمها: أنسجة الدماغ والقلب وقد يؤدي إلى حدوث الجلطات الدماغية والقلبية وغيرها.
وقال بطاح إن الجرعة الزائدة من مواد التعاطي، مثل المواد المثبطة للجهاز العصبي المركزي كالهيروين والبنزوديازبين والباربيتورات وغيرها، تؤدي بالبداية إلى خمول في نشاط الجهاز التنفسي والوظائف الحيوية الأخرى للجهاز العصبي؛ ما يؤدي إلى عدم الإدراك وفقدان الوعي التدريجي وقد ينتهي ذلك بتوقف التنفس والنبض والوظائف الحيوية الأخرى وينتهي بالوفاة.
وعرض اضرار الاضرار المادية والاجتماعية والتي، من ابرزها: الانطواء والعزلة والتورط في المشاكل العائلية وتدني الانتاجية والتورط في الجنح والجنايات وإشغال الفكر الدائم بتوفير المادة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو