لا تزال الحيرة قائمة منذ سنوات ليست قصيرة في الاجابة عن تساؤل مطروح يدور حول قضية بالغة الأهمية، مفادها فيما اذا كان الأردن مجرد ممر لعبور المخدرات الى الدول المجاورة المحيطة به من كل جانب، أم أن الأمر قد تجاوز ذلك الى أن يصبح مقرا تستوطن فيه عمليات التهريب والحيازة والتعاطي بين أبنائه، حيث إن المعلن بصفة رسمية أن المعدلات هي طبيعية لغاية الآن حتى لو تزايدت القضايا والمضبوطين في مثل هذه التهم الخطيرة بين سنة وأخرى.
من خلال استعراض التقارير السنوية لإدارة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام، يتبين أن هنالك زيادات ملموسة على مستوى القضايا التي يتم ضبطها وأعداد المتهمين فيها مع ارتفاعات قياسية بين الأردنيين المنخرطين فيها في الترهيب والحيازة والتعاطي معا، ما يشير الى أنه قد طرأ تغيير لا يستهان به تجاه انتعاش هذه التجارة المحرمة داخل البلاد، مع انضمام طوابير جديدة الى صفوف متعاطي المواد المخدرة على اختلاف أنواعها حتى بين فئات الطلبة الجامعيين.
إذا ما عدنا الى آخر التقارير الصادرة عن ملف المخدرات في الأردن والذي صدر قبل أيام، نجده يتضمن أن إدارة مكافحة المخدرات قد احبطت منذ مطلع العام الحالي وحتى السادس عشر منه، أي خلال فترة حوالي الأسبوعين فقط لا غير 428 قضية من بينها 39 اتجارا و 389 حيازة وتعاطي مواد مخدرة، أما الأشخاص الذين تم ضبطهم فبلغ عددهم 548 شخصا منهم 58 بقضايا اتجارا بالمواد المخدرة و 490 شخصا لحيازة وتعاطي المواد المخدرة، في حين ضبطت المكافحة أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون حبة مخدرة وحوالي أربعة عشر كيلوغراما من الحشيش وسبعمئة وثلاثة وخمسين كيلوغراما من الماريجوانا، وما يزيد على خمسة كيلوغرامات من الهرويين.
العام الماضي أيضا شهد أرقاما مفزعة لأعداد الأردنيين الذين تم ضبطهم في قضايا المخدرات التي سجلت 4708 قضايا منها 471 اتجارا و 4237 حيازة وتعاطيا وتم ضبط 6504 اشخاص فيها، بينهم 5948 أردنيا و 556 من جنسيات أخرى، في حين أن الفتيات المضبوطات بلغ عددهن 83 فتاة منهن 71 أردنية و 12 غير أردنية ووصل العدد من الطلبة الجامعيين 320 منهم 286 أردنيا و 34 غير أردني وأن هؤلاء لم يتم ضبطهم داخل الحرم الجامعي إنما داخل بيوتهم، وكذلك بالنسبة للأحداث الذين بلغ عددهم 51 حدثا، بما يعني أن هنالك تورطا واضحا بين أبناء الوطن في قضايا المخدرات التي كانت مقتصرة في معظمها حتى وقت قريب على من يحملون جنسيات أخرى.
آفة المخدرات كما هو معروف تفتك بشكل كبير في مجتمعات أخرى منها ما هو مجاور لنا، أما أن تنتعش بين الأردنيين على هذا النحو المتسارع، فهذا يفترض تدارسه من مختلف الجوانب والتعامل معه من خلال مواجهة الواقع الخطير الذي يستشري بيننا لا عن طريق دفن الرؤوس في الرمال، فلا يكفي أن نصر على أننا مجرد ممر مع كميات مخدرة هائلة يتم ضبطها، في الوقت ذاته الذي تستقر فيه أضعافها داخل الوطن وتتسرب سمومها الى أجساد من يتعاطونها من المواطنين الذين تخرج منهم 577 شخصا من مركز علاج الادمان خلال عام واحد .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو