الاتفاق الذي توصل له وزيرا خارجية روسيا وأميركا حول سورية أول من أمس يشبه إلى حد كبير اتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار، أثمرت تهدئة مؤقتة على عدة جبهات، وتسويات بين النظام والمعارضة تمخض عنها إعادة توزيع مواقع السيطرة أحيانا، وتحريك جماعات مسلحة من منطقة لأخرى في أحيان أخرى.
لكن الاتفاق الأخير أكثر شمولية من غيره، ويتضمن ثلاث مراحل مبرمجة زمنيا. المرحلة الأولى، وقف إطلاق النار لمدة أسبوع. وفي حال التزمت الأطراف بذلك، يشرع الجانبان الروسي والأميركي بتنفيذ عمليات عسكرية منسقة لضرب مواقع 'داعش'، وجبهة النصرة' فتح الشام حاليا'. لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثالثة وهي التحرك نحو سلام متفاوض عليه، وعملية للانتقال السياسي في سورية، كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي في جنيف.
كيري يرى أيضا أن الاتفاق 'يمكن' أن يكون نقطة تحول في الأزمة المستمرة في سورية منذ 5 سنوات.
يمكن القول إن المرحلتين الأولى والثانية من الاتفاق تحتملان التوقعات المتفائلة؛ فقد سبق لواشنطن وموسكو أن فرضتا وقفا ناجحا لإطلاق النار. وليس مستبعدا أن تمضيا في استهداف 'داعش'و'فتح الشام' بوصفهما جماعات إرهابية في تعريف الطرفين.
لكن المعضلة الحقيقية تكمن في المرحلة الثالثة، التي طالما أخفقت كل الأطراف الدولية في تحقيق أي تقدم فيها، وأعني عملية الانتقال السياسي في سورية.
هناك اعتقاد في أوساط دبلوماسية أن الجانبين الروسي والأميركي وبالتنسيق مع قوى إقليمية فاعلة، أبرما سلسلة من التفاهمات غير المعلنة بشأن الانتقال السياسي، فضلا عدم الكشف عنها لتجنب الفشل.
لهجة المعارضة السورية في المؤتمر الصحفي للقيادي رياض حجاب لاتوحي بوجود مثل هذه التفاهمات. فقد أظهر حجاب موقفا متشددا حيال دور الرئيس السوري في العملية الانتقالية، ورفض المقترحات المتداولة بهذا الخصوص.
بيد أن الأهم من وجهة نظر مراقبين هو موقف الأطراف الداعمة للمعارضة؛ السعودية وتركيا على وجه التحديد. تركيا تبدي مرونة كبيرة حيال الأزمة السورية، وشرعت منذ أسابيع بإعادة مقاربة موقفها انطلاقا من مواجهة التحدي الكردي أولا. السعودية لم تقترب بعد من موقف أنقرة، وما تزال تدعم موقف المعارضة المتشدد، لكنها لا تستطيع تجاهل المتغيرات الإقليمية لفترة طويلة.
النظام السوري من جانبه يفهم كل اتفاق بين روسيا وأميركا على أنه انتصار خالص له، ولايبالي بالتوقعات بشأن المرحلة الانتقالية، ويلقى دعما من حليفته إيران التي لايختلف موقفها كثيرا عن موقف السعودية الداعم للمعارضة المسلحة.
وفي ظل الخلاف المتصاعد بين الرياض وطهران, يصعب على المرء توقع أي تقارب بين البلدين في وقت قريب، أو تنازلات متبادلة في مواقع الاشتباك الرئيسية؛ سورية واليمن.
الإدارة الأميركية في الأمتار الأخيرة، ولن يسعفها الوقت لفرض إرادتها على حلفائها، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
نحاول جاهدين أن نقنع أنفسنا بأن ثمة ضوءا في نهاية النفق السوري، لكننا في كل محاولة نكتشف بأننا نطارد الأوهام.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو