الأحد 2024-11-24 05:20 ص

هل المشكلة مع الشيعة العرب ؟!

01:56 م

حالة التناقضات والصراعات التي تشهدها المنطقة اظهرت او عززت ( حروبا !!) ذات اشكال عديدة ومختلفة منها السياسي والديني والاقتصادي ، لكن أخطر المعارك هي التي تكون داخل الجسد العربي لأنها تستنزف هذا الجسد ليس على صعيد الانظمة والجيوش وأجهزة الامن فحسب بل على صعيد العلاقات الانسانية بين شعوب الامة.

في الصراع مع كيان الاحتلال كان العدو خارجيا وبين الجميع والمحتل ، وحتى لو كان الاختلاف حول سبيل الحصول على الحقوق فان المعركة بقيت مع المحتل.
احدى الصراعات التي ظهرت خلال عقد مضى وتعزز خلال السنوات الاخيرة الصراع بين السنة والشيعة ، والذي كان جزءا من صراع النفوذ في المنطقة مع ايران وعزز هذا الشهية الايرانية الواسعة في استغلال كل الاحداث والضعف العربي لتوسيع دائرة النفوذ والهيمنة ، وكان سلاحها الهام وجود قوى سياسية شيعية عربية تدين بالولاء المذهبي والسياسي والامني لايران الفارسية بل وتعتمد عليها بالتمويل المالي والعسكري.
لكن هذا الواقع لا يعني ان نفتح الابواب امام فكرة حرب الشيعة والسنة داخل الجسد العربي ، لأن هذه الحرب ستعني انقسام « كل الناس « من شيعة وسنة الى جبهتي الصراع ، أي ضياع الحياة الانسانية والاجتماعية ، وانقسام الارض والانسان داخل معظم دول المنطقة.
الصراع السني الشيعي داخل الجسد العربي اذا وصل الى مداه الاقصى سيعني احقادا بين الناس في كل مجتمع فيه سنه وشيعة فضلا عن الحواجز التي ستمنع التعايش.
الامر ليس سهلا لكن ما يجب فعله من اهل الفكر والثقافة والاعلام و السياسة الفصل بين أي تناقض او حتى صراع مع ايران ومن يتبعها من احزاب وميليشيات وتنظيمات ، وبين الصراع بين مكونات المجتمعات العربية من سنه وشيعه ، لأن تحويل الصراع السياسي مع ايران الى صراع بين مكونات المجتمع العربي داخل كل دولة يعني خدمة اضافية للباحثين عن النفوذ في دولنا ، ويدخل كل دولة في حالة استنزاف طويلة الامد.
خارطة دول المنطقة تقول ان المكون الشيعي يمثل نسبة كبيرة في العراق ولبنان واليمن والبحرين وسوريا وسلطنة عمان ، وهناك تجمعات سكانية كبيرة من مواطني الكويت والسعودية.... ، وهناك عشرات الآلاف من الشيعة العرب في بعض الدول ، أي أن الشيعة كمذهب مكون اجتماعي عربي ، والمصلحة العليا للجميع أن لا نصنع صراعا او حربا مذهبية ودينية داخل الجسد العربي ليس من السهل اطفاءها عندما تأخذ طريقها نحو الاشتعال والاستمرار ، بل ان المصلحة أن يتم الفصل الكامل بين الشيعة العرب والمشروع الفارسي للتمدد وامتلاك النفوذ لا أن يكون الحديث والعمل دافعا لهم للالتحاق بهذا المشروع الذي يفترض انه لا يمثلهم.
قبل ثورة الخميني كان العالم العربي على علاقة جيدة مع نظام الشاه في ايران ، وحتى ما كان من خلافات فقد كان على الحدود والنفوذ ولم يكن هنالك حديث ديني او طائفي في أي خصومة كما اصبح الحال بعد مجيء نظام الخميني ، وبالتالي فان القضية هي محاولة استغلال ايران الشيعة العرب لمشروعها الفارسي واستغلال فكرة ولاية الفقيه ، اما الشيعة العرب فهم مواطنون عرب وجزء من دولهم والحالة العربية الا من اختار منهم ان يكون جزءا من المشروع الفارسي على شكل ميليشيات أو احزاب....
نعلم جيدا ما يجري في العراق وسوريا والبحرين واليمن.... ، لكن المصلحة ان لا نشعل نارا تحت فكرة الحرب بين الشيعة والسنة ، وليكن خطابنا واضحا في انها حرب او صراع ضد مشروع فارسي له اتباع من الشيعة العرب يريد توسيع نفوذه على حساب الحالة العربية اما المجموع الكبير من الشيعة العرب فهم جزء من اوطانهم وامتهم.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة