الأربعاء 2024-11-27 17:59 م

هل انتهى سيناريو معركة درعا؟

09:26 ص

خلال الايام الماضية كان السباق يتأرجح بين سيناريوهين: اما معركة في درعا، او الابقاء على الهدوء القائم فيها وفقا لاتفاق خفض التوتر في جنوب غرب سوريا بين الاردن والولايات المتحدة وروسيا.



في الايام الماضية عملت الاطراف الراعية للاتفاق لتغليب لغة الهدوء على لغة الحرب والوعيد. وهناك اجتماع وشيك اردني -روسي- اميركي سيكون هو الحد الفاصل للوضع المتفجر في جنوب سوريا وعلى الاغلب باتجاه الاعلان عن اتفاق يؤكد على الحفاظ على منطقة خفض التوتر في الجنوب السوري مع اضافات لتطوير الاتفاق لضمان ديمومته في المستقبل.


ولمحاولة قراءة المشهد والنهاية التي سيفضي اليها، لا بد من الاشارة الى مسار الاحداث في الايام الماضية اذ ان الرغبة والنية الاكيدة لدى النظام وطهران بشن هجوم عسكري شامل على درعا، الا ان الواقع في جنوب
غرب سوريا، يختلف تماما عن الواقع الذي ساد في عدد من المدن والمحافظات السورية الاخرى ، فهنا فان
التعامل يجري مع دول بالدرجة الاولى خاصة الولايات المتحدة والاردن وهما الطرفان في اتفاقية خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها العام الماضي بمشاركة روسيا ، والتي تم بموجبها إنشاء مركز الاشراف والمراقبة في عمان لهذه المنطقة وهي المنطقة الاولى والاكثر هدوءا وديموية في مناطق خفض التوتر الاربعة التي
انشئت وتم تصفية عدد منها بالعمل العسكري مثل الغوطة الشرقية وبعضها بالاتفاقات مثل حمص وريف
حماه فيما منطقة إدلب تخضع لظروف معقدة.


والسؤال الاكيد انه متى يمكن ان تقع المعركة الكبرى فيها وليس ان كانت هذه المعركة ستقع؟! اتفاق خفض التوتر في جنوب سوريا واضح تماما في بنوده ، وهي ان المناطق الجغرافية المشمولة بهذا الاتفاق خاصة محافظة درعا التي مازالت المعارضة السورية تحكم السيطرة على نحو 70 بالمئة من مساحتها والنظام على نحو 30 بالمئة بما فيها مركز المدينة ، هي مناطق تمثل خطوطا حمراء ، اي تعرض لها فهو خرق للاتفاق ، يتحمل مسؤوليته الطرف الذي يخرقه، فيما ان الدول الضامنة في هذا الشان الولايات المتحدة وروسيا عليها مسؤولية اعادة الامور الى نصابها خصوصا أن مركز الاشراف والمراقبة في عمان لديه رصد واضح ودقيق لمسار الاحداث وايضا فيه آلية واضحة لعمل الاطراف الثلاثة: الاردن والولايات المتحدة وواشنطن تتيح الاطلاع المتزامن والفوري على سير الاوضاع في منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا وما حولها ايضا.


ما احدث التحول ووقف النظام عملية هجوم عسكري كان وشيكا على درعا باسناد من القوات والميلشيات
الايرانية، التحذير الاميركي الصارم، بان ردها سيكون حازما على اي خرق لمنطقة خفض التوتر في جنوب
سوريا ، وهذه الرسالة كانت على الارجح لروسيا قبل ان تكون للنظام والحليف الايراني ، لان الواقع اثبت في
المعارك السابقة التي تم فيها تصفية عدد من مناطق خفض التوتر خاصة في الغوطة الشرقية ان موسكو
لم تمانع في هذه التصفية بل شاركت فيها بفاعلية في بعض مراحلها ما ادى الى حسم المعارك لصالح
النظام وحلفائه.


عند هذا التحذير، كانت الانعطافة، باتجاه التراجع عن الهجوم على درعا، لكن لم يكن ذلك نهاية المطاف ، ما
استدعى اعادة الاتصالات بخصوص التاكيد على الحفاظ على منطقة خفض التوتر، والتوطئة لاتفاق اكثر
شمولية يديم الهدوء وقواعد اللعبة على حالها في هذه المنطقة ، ويطفيء مرحليا نقاط الاشتعال، والمحاولة لان تكون هذه المنطقة محاولة فعلية لوقف دائم لاطلاق النار وبوابة اساسية لاي اتفاق سياسي عبر بوابة المسار السياسي وفقا لالية جنيف وكافة الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية واملا في استئناف هذا المسار في المرحلة المقبلة.


التوقعات ان تفضي التفاهمات الجديدة المتوقع ان تصدر عن اللقاء الثلاثي الاردني الاميركي الروسي اعادة
التاكيد عن الحفاظ على منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا ، وابعاد القوات المذهبية خاصة القوات الايرانية والحرس الثوري وحزب االله عن الجنوب السوري وبما في ذلك اي قوات شعبية سورية ايضا وان قوات الجيش السوري هي المسموح لها الوجود في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يفصل بينها وبين نقاط التماس مع مناطق المعارضة نحو عشرة مراكز مراقبة لقوات الشرطة الروسية المكونة نحو 400 شرطي روسي كما ان تطوير الاتفاق يقضي باخراج التنظيمات الارهابية من المنطقة وهي المهمة التي على الارجح ستتكفل بها الفصائل المعتدلة التي تسمى الجبهة الجنوبية خاصة ان غالبية اعضاء التنظيمات الارهابية سواء من النصرة او داعش في جنوب سوريا هم من ابناء المنطقة وباعداد قليلة تتفوق عليهم الفصائل الاخرى بشكل كبير بالعدد والامكانات ما يمكنها ان تحسم الاوضاع هناك مع هذه التنظيمات فضلا عن ان محاربة الارهاب هي محط اجماع كافة الاطراف في الازمة السورية.


فصائل الجنوب السوري المعتدله ، حافظت على الهدوء في منطقة خفض التوتر في جنوب سوريا ، ولم
تتعرض لقوات النظام خارجها ، انما كانت كل الوقت في وضع دفاعي عندما كانت تتعرض المنطقة لهجمات
مباشرة من قوات النظام والميلشيات الايرانية ، وهو ما يترك لهذه الفصائل في حال صمود منطقة خفض
التوتر وتطوير الاتفاق لوقف دائم لاطلاق النار لان يكون لاعضاء هذه الفصائل دور في الادارة المدنية والامنية المؤقتة في المنطقة الى حين الاتفاق على حل سياسي شامل.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة