الأحد 2024-12-15 03:56 ص

هل سيتكرر السيناريو المصري في تونس ؟؟؟.

11:31 م

أ.د حسين الخزاعي -عاصرت البشرية منذ تواجدها على سطح الكرة الارضية عدة عصور، بدأت بالعصر الحجري والذي ركز فيه الإنسان على استخدام ادوات حجرية في معظم مجالات حياته، ثم تطورت العصور وانتقلت من الحجري الى البرونزي ثم الحديدي، وقد عاصرت البشرية ايضا العصر الجاهلي والعصر الطباشيري والعصر الذهبي ، حتى وصلنا الى عصر التقنيات وعصر ما بعد الحداثة .


اخترت هذه المقدمة للحديث عن موضوع في غاية الاهمية ، فبعد أن تخطينا ثورة المعلومات والتقنيات الذي وفر التواصل والانفتاح بين الشعوب، هذا العصر يتطلب التمسك بالقيم النبيلة والاخلاق الانسانية والتسلح بالحوار الهادف والمحبة والموعظة والتسامح والتعايش السلمي ، وبما ان الكلمات ' تهدم القصور ' على راي الشاعر الفرنسي ' اراغون ' فالكلمات الهادفة ترفع من مكانة البشرية امام العالم، لذا يجب اختيار الكلمات التي تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم، بدلاً من التلفظ بكلمات يعف اللسان عن اطلاقها وتضعهم في الدرك الاسفل من الانهيار الحضاري والانحطاط القيمي والاخلاقي، والمستغرب ان تصدر كلمات نابية سوقية من رجال ' دين ' قادة في المجتمع، وحتى لا اطيل ساشير الى تصريحات رئيس كتلة حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في المجلس التاسيسي في تونس الشيخ - الصحبي عتيق - والذي يبدو ان الهلع والخوف في صفوف حركة الاخوان المسلمين في تونس قد بدأ يتفشسى بعد ان انتقلت الى الشعب التونسي العدوى الذهنية حسب ابجديات علم النفس الاجتماعي ، فبعد ان نجحت حركة تمرد في مصر بالحشد الجماهيري وطلبت من الجيش التدخل وعزل الرئيس المصري ' محمد مرسي العياط' وسقوط حكم الاخوان والذين على مدار عام من الحكم والتفرد بالسلطة وفشل مخططهم الاخواني في وضع الدولة المصرية داخل جماعة الاخوان المسلمين ' اخونة مصر ' ، بدلا من دمج الجماعة في الدولة وانجاح الثورة، ما يجري في تونس حالياً ان حركة تمرد التونسية تسير على خطى' التمرد ' المصرية ، لازاحة حكم حركة النهضة الاسلامية فيها، ويلاحظ ان هذه الحركة الاسلامية بدأت بالتشنج والانفعال والتهديد والوعيد لمنع محاولة نقل ما جري في مصر اليهم ، لهذا نجد ان تصريحات - الصحبي عتيق – تعبر عن حالة من العصبية والخوف والهلع وفقدان التوازن تستشري في صفوفهم ، لقد قال هذا القيادي في حركة النهضة التي تمثل الجناح التونسي للاخوان المسلمين والتي يرأسها الشيخ راشد الغنوشي عضو مكتب الإرشاد العالمي لجاعة الاخوان المسلمين قال في خطاب وجّهه لأنصار حزبه، خلال مظاهرة للتنديد بقرار الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي قال كلاما خطيرا وسوقيا وبذيئا وارهابيا ودكتاتوريا لا يستحقه الشعب التونسي ، لقد قال وانقل لكم حرفيا قوله : 'نقول للذين داسوا على إرادة الشعوب لو فكرتم في دوس الشرعية في تونس، ستدوسكم الجماهير بأقدامها… من يستبيح إرادة الشعب سيستباح... كلّ من يستبيح إرادة الشعب المصري أو الشعب التونسي سيستباح في شوارع تونس'.

وبعد،،، لا ادري في اي عصر انحطاط يعيش هذا القيادي، اليست هذه لغة القتل والدمار وسفك الدماء وتشجيع الاقتتال والحرب الاهلية والترويع والتخويف للاخرين، وهل استباحة الشعوب ودوس الراي وحجب الحرية سمة من سمات هذا العصر ام اهداف مبطنة لهذا الحزب الذي يعد الاسلام بشكل عام والشعب التونسي بريئا منه ، اذا كان هذا القائد التونسي المحسوب على الجناح الاسلامي يهدد بهذه الطريقة ، فهذا يكشف جوع وعطش هذه الاحزاب للسلطة والحكم والاستفراد في الحكم واقصاء الاخرين واستباحة دمائهم .

في مقال سابق لي في عمون قبل عزل الرئيس مرسي بايام قلت ان ما يجري في مصر سينتقل الى تونس ، وحركة تمرد التونسية ماضية في انهاء عهد الاخوان المسلمين، فهل يستفيد الاخوان المسلمين من تجرية اخوانهم في مصر ويصححون المسارات الخاطئة ومحاسبة ومحاكمة هذا القيادي ، واللجوء للحوار واحترام الراي والراي الاخر، ام سينفذون تصريحات وتهديدات هذا القيادي الاسلامي التونسي - المتغطرس- الصحبي عتيق ' بالتحريض على سحل المعارضة وقتلهم ودوسهم تحت الاقدام وبثّ الفتنة والفوضى وحمل الناس على قتل بعضهم بعضا.

كان مطلوبا من القادة السياسيين ان يتذكرو ويضعوا نصب اعينهم بأن الماضي اصبح ماض، والجديد لم يولد بعد، والشعوب الثائرة هي التي تمنح الشرعية وهي التي تسحبها، والشعب التونسي لم يزل ثائرا وسائرا باتجاه تحقيق اهداف ثورة الياسمين والتي لم يتحقق منها شيء لتاريخه ، ولم توفر له العيش الكريم ، وبما انه لم يحقق اهداف ثورته ، فهو سائر باتجاه سحب الشرعية من حركة النهضة الاسلامية واسقاط النظام التونسي وانهاء حكم حركة النهضة الاسلامية بما ان هؤلاء الرموز والقادة الاسلاميين الذين يحكمون تونس لا يفكرون إلا بالسحل والقتل والتدمير، ولا يفكرون الا بالحفاظ على غنيمة الحكم حتى لو تم ابادة الشعوب وتدمير الدول والتحالف مع الشيطان الاكبر والاصغر!!!.

مسك الكلام: سأغامر بالتنبؤ بأن الساعات القليلة القادمة ستكون حافلة بالاحداث، وستشهد تونس انطلاقة ثورة تصحيحية لثورة الياسمين، وسيسقط الشعب شرعية حكم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، وستسقط النظام التونسي، وما جرى في مصر سيجري في تونس، فهل سينشغل الشيخ راشد الغنوشي بوضع خارطة طريق تجنب الشعب التونسي القتل والدمار والفتنة، بدلا من عقد الاجتماعات في اسطنبول والانشغال في قضية مصر وبرئيسها المعزول، ووضع خرائط طريق لها وهو لا يعرف سوى الطريق المؤدي إلى تحقيق اهداف مكتب الارشاد المصري الكائن في ضاحية المقطم . اللهم احفظ تونس والشعب التونسي الطيب المعطاء.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة