السبت 2024-11-23 14:58 م

هل نحتاج لقانون انتخاب جدید؟

09:51 ص


سؤال العنوان وغیره من الاسئلة یحتاج لقراءة موضوعیة عمیقة بعیدة عن سردیة فقدت مصداقیتھا، إن مشكلة الاصلاح السیاسي في الأردن سببھا قانون الانتخاب.



ھل فعلا نحتاج قانون انتخاب جدیدا وھل یعقل التغییر المستمر بالقوانین في كل انتخابات؟ ھل مشكلة الاصلاح السیاسي سببھا قانون الانتخاب ام عوامل اخرى مرتبطة بثقافة الانتخاب وسلوك الناخبین التي لم نعمل الكثیر لاصلاحھا؟


ھل فعلا لدینا مشكلة إصلاح سیاسي أم اننا قطعنا خطوات مھمة ونوعیة تطبیقا لنھج الاصلاح المتدرج لأن الاستعجال وحرق المراحل خطر كبیر یغامر بالاستقرار؟
ھل سیساعد تغییر قانون الانتخاب على ردم فجوة الثقة بین المجتمع وكل ما ھو رسمي، أم ان ذلك التفاف على التحدیات الحقیقیة التي یجب التعامل معھا وجوھرھا اقتصادي معیشي؟


ما حجم فجوة الثقة وما ھي اسبابھا: سیاسیة ام اقتصادیة؟ ھل للخطاب الشعبوي اثر ایجابي أم سلبي في تعمیق فجوة الثقة؟


ھل نضمن ان أي قانون جدید سیكون افضل من الحالي واي ھدف سیحقق؟
السیر بتعدیل قانون الانتخاب دون اجابات سیاسیة عمیقة على الاسئلة الواردة سیأتي بنتائج عكسیة ویصب في زیادة فجوة الثقة وفقدان مصداقیة الاصلاح.
لا اظن اننا نحتاج قانون انتخاب جدیدا. القانون الحالي حقق مستوى متقدما جدا من الاجماع السیاسي، وشاركت بناء علیھ القوى المقاطعة للانتخابات.


اي نقاش عن التعدیل یجب ألا یمس جوھر القانون، ویركز -إن حدث- على تجوید بعض الجزئیات البسیطة بناء على تجربة الانتخابات الماضیة التي اظھرت الحاجة لبعض التعدیلات الطفیفة.


الاولى والاصح ان یكون ھناك جھد وطني مؤسس لتطویر ثقافة الانتخاب، یزید الوعي السیاسي بشأنھا، ویجود اداء الاحزاب والقوى السیاسیة المتنافسة، ویعقلن خطابھا ویبعدھا عن الشعبویة المضللة والسردیة الانشائیة، یحثھا لتقدیم برامج واقعیة تنفیذیة كما لو انھا ستشكل حكومة.


مشكلتنا لیست في قانون الانتخاب، بل بسلوك ناخبینا ومرشحینا ونخبنا، وبطغیان الخطاب الشعبوي على نقاشاتنا العامة حتى باتت الشعبویة من اكبر التحدیات التي نواجھھا كبلد.


الخطوة الاساس للتغلب على تحدیاتنا ضمور ثقافة الانتخاب، واستفحال الخطاب الشعبوي، ووجود فجوة ثقة، تبدأ بإحقاق الاصلاح الاقتصادي الذي یزید النمو ویخلق فرص عمل. قطعنا شوطا مھما على طریق تحقیق ذلك من خلال برنامج الاصلاح الھیكلي والمالي الذي اسس لإمكانیة استقرار المالیة العامة والسیطرة على العجز والمدیونیة.


احداث النمو الاقتصادي المطلوب سینعكس ایجابا ومباشرة على التحدیات، فیقلص فجوة الثقة، ویرتقي بنقاشات العملیة ّ الانتخابیة، ویحجم الخطاب الشعبوي العدمي، اما الالتفاف على ذلك في محاولة لتشتیت الانتباه عن وجعنا الاساسي فذلك لن یحقق الا مزیدا من التعمیق لازماتنا وتحدیاتنا.


الاجدى الیوم الانخراط بجھد میداني مكثف للنھوض بالاقتصاد، وتشغیل الناس الذین اثبتوا حبا وانتماء وثقة ببلدھم، وصبروا على اوجاعھم الاقتصادیة بالرغم من مرارتھا.


المطلوب خطاب صادق ینأى عن الشعبویة یصارح الناس بالواقع والتحدیات، خطاب مسنود بمنجز اقتصادي یلمسھ المجتمع ویشعر بمصداقیتھ التطبیقیة لا التنظیریة.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة