الأحد 2024-12-15 21:28 م

هل هناك حرب وشيكة؟

10:33 ص

-1-
نتنياهو اليوم يغرق في همومه الشخصية، وهو قاب قوسين أو ادنى من المحاكمة، على خلفية عدة قضايا فساد في بيته ومع أصدقائه وطاقمه، الجديد في موضوع إبرام صفقة مع رئيس طاقمه السابق ومدير مكتبه كي يكون شاهد ملك في قضايا فساده، مصطلح شاهد ملك يستعمل للدلالة على الشخص الذى يعفى من جريمة اشترك فيها بالعلم أو بالفعل مقابل تقديم شهادته والاعتراف بالجريمة والإبلاغ عن باقى الجناة. مصطلح شاهد ملك مأخوذ من النظم الإنجليزية وعلى رأسها نظام الولايات المتحدة الأمريكية الذى يعفى الشاهد من العقوبة على جريمة كشف عنها وإن اشترك فيها، «شاهد ملك» اقترف جزءاً من الجريمة لكن تيقظ ضميره فاعترف بها وشهد على باقي المجرمين وهو فى هذه الحالة يعلم كل أسرار الجريمة.

في الأخبار أن النيابة العامة الإسرائيلية وقعت يوم الجمعة، على اتفاق «شاهد ملك» مع أري هارو، المدير السابق لمكتب بنيامين نتنياهو، في أعقاب مفاوضات بين الجانبين جرت في الأيام الماضية. وفي الأثناء أصدرت المحكمة، أمر حظر نشر حول قضايا فساد نتنياهو فيها مشتبه، بناء على طلب الشرطة التي قالت في مذكرة قدمتها للمحكمة أن نتنياهو مشتبه بمخالفات رشوة واحتيال وخيانة الأمانة!
-2-
هذا على صعيد قضايا الفساد الكثيرة التي تطارد النتن، ولكن ثمة ما هو ألعن، فهو الآن يعيش اسوأ لحظات فشله السياسي، بعد أن خرج مأزوما ومهزوما من معركة الأقصى، ويكفي أن نقرأ ما كتبته المعلقة الصهيونية نافا درومي في صحيفة «هآرتس» العبرية (1/8/2017) تحت عنوان «يا نتنياهو أعد لنا الاحترام!» لنعرف عمق مأزقه، تقول نافا: كانت صورة العلم الفلسطيني في الحرم المسمار الأخير في أمل بنيامين نتنياهو أن يبتلع اليمين مع مرور الوقت حبة الدواء المرة. وعندما شاهد صورة العلم من المؤكد أنه شعر بالاهانة والألم، وأنه هو الوحيد المسؤول عن ذلك. هذا الامر أكبر من عمونة (مستعمرة صدر أمر قضاء بإخلائها) ومن اليئور ازاريا (قاتل الشاب الخليلي الجريح) ومن العلاقة مع تركيا. نتنياهو، انطلاقا من معرفته الكاملة، قرر رفع جميع وسائل الحماية في الحرم، ومعها ما بقي من الاحترام القومي الموجود. «صخرة وجودنا»، كما يسمي الحرم، تلاشت وتلاشى معها حقنا في الوجود في هذه البلاد. بدل اصلاح اجحاف الخمسين سنة واعادة الحرم الى أيدينا، أعاد نتنياهو الى الحرم من يحبون مجزرة(!) خيبر (إشارة لغزوة خيبر، حيث كان يقيم اليهود ويحرضون على المسلمين، ويحيكون ضدهم المؤامرات، والتي انتهت بإجلائهم من حصون خيبر)..
-3-
مأزق نتياهو لا يهمنا، بل نقول «الله لا يقيم عنه شِدة» ما يهمنا هو كيف سيخرج من هذا المأزق، وهل سيسلم بسقوطه، أم يستسلم للذل والإهانة والهزيمة؟
نخشى ان يلجأ نتنياهو للأسلوب المفضل لديه، ولدى كثير من الصهاينة، وهو تصدير الأزمة خارجا، والبحث عن دم عربي ليريقه، و»يغسل» به أوساخه، والسؤال الأكثر خطورة، أي دم هو المرشح ليكون دم الضحية؟ غزة مثلا؟ أم اين؟
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة