الأربعاء 2024-11-27 19:29 م

هل يعرف ترمب هذا؟!

10:02 ص

يتقصد المدعو دونالد ترمب استفزاز العرب المسلمين منهم والمسيحيين وكل صاحب ضمير حي في الكرة الأرضية بأسرها بالاستمرار بالتباهي بنقل سفارة بلاده، الولايات المتحدة الأميركية، من تل أبيب إلى القدس الشريف، نعم الشريف، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل هذه الدولة التي أقيمت في لحظة تاريخية مريضة والتي تحولت إلى دولة توسعية وبؤرة لزعزعة استقرار هذه المنطقة التي شهدت عبر تاريخ طويل إحتلالات كثيرة لكنها بقيت عربية وستبقى إلى أن يرث العلي القدير الأرض وما عليها.


ولعل ماسمع أو لم يسمع به ترمب هو أنَّ هذه الدولة التي يفاخر ويفتخر بأن إدارته قررت أن تكون القدس بشطريها الغربي والشرقي عاصمة لها قد أظهرها رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو على حقيقتها بجعل الكنيست الإسرائيلي يتخذ قراراً، سيندم على اتخاذه اليهود ذات يوم قريب أو بعيد، بأن اليهودية هي القومية الإسرائيلية وإن الآخرين الذين من المفترض أنهم مواطنون في هذه الدولة هم 'أغيار'، أي أغراب، لا يتمتعون بالمواطنة الكاملة التي يتمتع بها أتباع الدين اليهودي حتى وإن هم أميركيون أو استراليون أو مواطنون في أي دولة من دول الكرة الأرضية!!.

ربما قبل أن يحول'الكنيست'الإسرائيلي إسرائيل إلى دولة عنصرية ونسخة جديدة منقحة عن دولة الـ'أبرتهايد'الجنوب أفريقية السابقة بالإمكان احتمال، وإن على مضض، مواصلة ترمب لتبجحاته بمنح القدس بشقيها الغربي والشرقي للإسرائيليين كعاصمة'أبدية' لهم أما بعد هذه الخطوة فإن أقل ما يمكن أن يقال في هذا المجال إنه عار على الولايات المتحدة التي كان دورها طليعي في سنوات منتصف القرن الماضي في القضاء على'النازية' وأنه عيب على الأميركيين أن يسكتوا على كل هذا الذي يفاخر به رئيسهم الذي لابد وأن كثيرين من أهله وعائلته عانوا الكثيرعندما كانت ألمانيا تعاني من الويلات خلال المرحلة الهتلرية.

كان نتانياهو، قد ردَّ على شجب الرئيس التركي لخطوة اعتبار الدين اليهودي'قومية' لليهود الإسرائيليين وأيضاً للمنتشرين منهم في أربع رياح الأرض بالإدعاء بأن تركيا في عهد أردوغان قد تحولت إلى'ديكتاتورية مظلمة'! وكل هذا في حين أنه هو نفسه قد نسي أو تناسى حقيقة أنه بقرار تحويل اليهودية لقومية قد حول إسرائيل لدولة عنصرية ونسخة أخرى من الـ'أبرتهايدية'الجنوب أفريقية.. والبعض يقول لابل ونسخة أخرى عن النازية الهتلرية.

لقد كان على دونالد ترمب قبل أن يطلق هذه التصريحات التي تغنى فيها بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس (الشريف) وتحويلها'موحدة' عاصمة'أبدية' للدولة الإسرائيلية أن يتصفح تاريخ فلسطين وتاريخ المنطقة ليعرف أن المدينة المقدسة وهذه البلاد مرَّ عليها غزاة كثيرون من'رومان'وفرنجة (صليبيين) وتتار وأيضاً من عثمانيين وقبل هؤلاء جميعاً من يونانيين لكن هويتها بقيت عربية وهي ستبقى عربية.. وإلى أبد الآبدين!!.

إن المفترض ألا تأخذ رئيس أكبر دولة في العالم، لها مصالح'إستراتيجية' كثيرة في هذه المنطقة، العزة بالإثم ويكافئ اسرائيل بتحولها بعد قرار'الكنيست' الأخير لدولة عنصرية بالإستمرار بإطلاق هذه التصريحات'الغبية' فعلاً التي من المؤكد أنها مرفوضة في الولايات المتحدة كما هي مرفوضة في هذه المنطقة وفي معظم دول العالم.. وفي إسرائيل نفسها حيث أن هناك إسرائيليين (يهوداً) يرفضون أن يكونوا مواطنو دولة'أبرتهايد' جديدة في حين أن كثيرين آبائهم وأجدادهم كانوا من ضحايا المرحلة الهتلرية النازية البغيضة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة