الأحد 2024-12-15 12:57 م

واشنطن تكشف الطابق!

10:51 ص

ما كنا قلناه في اليوم الثاني لاقتحام «داعش» مدينة الموصل: بأن سلوك حكومة بغداد مثير للشبهات فمن غير الطبيعي أن تنسحب فرقتان من المدينة. وأن يهرب آلاف الجنود إلى الإقليم الكردي، وان يسلم الجيش العراقي سلاح أربعين ألف جندي بدباباته ومدافعه وطائراته.. لله في لله!

ما قلناه، هو ما تقوله الإدارة الأميركية الآن من أن مخابراتها اكتشفت حركة «داعش» وحلفاءها، وأنها ابلغت حكومة بغداد بالخطر الزاحف على الموصل.. ولكنها لاحظت أن حكومة المالكي لم تتخذ أي إجراء بعد «هجوم» «داعش».. وأنها طلبت من جنودها.. الانسحاب!
- لماذا لجأ المالكي إلى خطوة كهذه تستهدف دون تحليل عميق تقسيم العراق، واتاحة الأمر للسُنّة للسيطرة على شمال غربي المحافظات العراقية.. واتاحت - وهذا الأخطر - للباشمرجة اجتياح كركوك، وكل ما اصطلح عليه بالمناطق المتنازع عليها بين حكومة بغداد وحكومة اربيل!
- والمالكي لا يلعب هذه اللعبة الخطرة، وهو الحليف المخلص لطهران، وواشنطن، دون ان يكون اخذ الضوء الاخضر منهما، فليس من مصلحة اميركا وايران بقاء العراق موحداً، لان وحدته تجعل منه لقمة اكبر من فم طهران، وأصعب على خطط واشنطن لهذه المنطقة.
- فطهران ستكتفي بالجنوب الشيعي، بنفطه، ومحاددته لكل من السعودية والكويت، ففي البلدين مسرح معد لصنع فتنة طائفية فيهما تستفيد منها طهران للهيمنة على الساحل العربي من الخليج، وأميركا ليست مهتمة، فقد خرجت من العراق، وهي مستعدة للخروج من الخليج، طالما انها لا تريد الصدام لا مع ايران ولا مع اسرائيل ولا مع روسيا، ثم انها وبعد سنوات قليلة ستكون مكتفية من الطاقة بعد اكتشاف الصخر الغازي.
- اصدقاؤنا العراقيون عندهم ما يشبه اليقين بان العراق غير قابل للتجزئة وهو رغم كل الضغوط اطاح بالمالكي وبما يمثل في بغداد. فقد اثبت الشيعة في العراق - الصدر والحكيم - انهم ليسوا لعبة طهران, فهم يحبون العلاقة الدافئة المذهبية, ولكنهم أولاً واخيراً عراقيون, وقبائل الجنوب هي قبائل عربية وتبقى عربية رغم الصراعات المذهبية!
- حتى الان قطع العراقيون مسافة في اقامة علاقات متنزنة رغم دستور المحاصصة, وبقيت مشكلة رئاسة الوزراء. ويبدو أن التجمع الشيعي وصل الى الاتفاق: شخص آخر غير المالكي. وحكومة وطنية ببرامج تنموية مدروسة تخرج العراق من مستنقع الفساد والنهب وتعيده الى ما كان عليه قوياً, متماسكاً, وسنداً لأمته!
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة