الأحد 2024-12-15 04:36 ص

وحدات وفيصلي

08:48 ص

ستجري مباراة الوحدات والفيصلي قريبا ضمن كأس السوبر ...هذا جميل , وأنا مستعد لتشجيع فريقي , وقد كتبت أغنية جميلة سأعطيها لـ (خالد الزرقاوي) كي يغنيها على المدرجات ...وبالتزامن مع المباراة , ثمة دعوات من هنا وهناك للوحدة الوطنية والبعد عن الشتائم ...والبعض يطالب بالروح الرياضية .

حتى أن الزميل محمد قدري حسن ( أبو جمال) هو الاخر طالب بذلك , على مائدة أقامها لنا , تحتوي (باميا مع لحمة راس عصفور) ...
هل قلنا الوحدة الوطنية ؟ حين يغادر أردني من عمان مع عائلته إلى العقبة , ويتعرض لهذا الكم الهائل من (الحفر والمطبات) في الطريق , هل تميز تلك الحفر بين فلسطيني وأردني ..بين وافد ومقيم ؟
حين نشتري الخبز , من فرن الأقصى في البلد , هل يميز الرغيف بين الفم الفلسطيني والأردني , وهل الرغيف يكون ساخنا في فم , وناشفا قاسيا في فم اخر ..أنتم تتحدثون عن الوحدة الوطنية أليس كذلك ؟
حسنا إذا , وهل المروحة التي تعمل على الكهرباء ,في حر هذا الصيف اللاهب هواؤها الذي يمر على جدران منزل أبو العبد في مخيم الوحدات مختلف , عن الهواء الذي يهز ستائر الشباك في قرية فقوع ...
وهل أحلام (منى ) بنت مخيم الطالبية , تختلف عن أحلام رؤى بنت (جرف الدراويش) ...وهما ما زالتا على أول خطى العمر وفي الصف الثالث , والطموحات لديهما بسيطة على أبواب المدارس , كلها تتعلق بالحصول على (شبرات) بيضاء وأن يكون المريول جديدا ...وتطمحان أيضا , بالحصول على حقائب لونها اصفر براق ..كون الحقيبة القديمة التي استعملت في الثاني الإبتدائي قد إهترات , والعين في جبين منى ..هي ذاتها العين في جبين رؤى ..غير أن الهواء البارد في صباحات المدرسة , يغرق عين منى بالدمع أكثر كون مخيم الطالبية هواء الصباح يلسع أكثر من هواء صباحات جرف الدراويش ...
هل طعم الفول في البقعة , له مذاق فلسطيني بالمقابل طعم طبق الفول في مطعم (أبو خميس ) منتصف السوق في السلط ..له مذاق أردني ؟ ...هل الصلاة مطلع الفجر في مخيم سوف بجرش لها ركعات أكثر , من الصلاة مطلع الفجر أيضا في قرى المفرق ؟
لماذا يأتي الحديث عن الوحدة الوطنية في مباريات الفيصلي والوحدات..ويفتعل البعض صراخا مدويا , والبعض يتهم ...والبعض , أيضا وعبر الإعلام يؤكد إتخاذ التدابير اللازمة ...وكأن البلد على شفير حرب .
الفقر لن يغير الهتافات العابرة , في منسوبه ...والوحدات حين يفوز , فلن يتحول الصفيح إلى (كرميد) في المخيم , والفيصلي إن فاز صدقوني ...أن هضبات الجنوب لن تتحول فيه السنابل إلى ذهب ...هي مجرد مباراة ...تنتهي ثم نعبر إلى المستقبل في حين أن البعض يبقى رهين التحليلات والتوقعات .
وها أنا أكتب مقالي في السيارة التي تقلني من الجنوب , وأحس بإهتزازات الطريق ..وحجم الحفر والمطبات , واؤمن في داخلي أن تعب الطرق وكثرة الحفر في إسفلتها لن تمنع مشجعا فيصلاويا أو وحداتيا , أن يحلم ذات يوم ..بأن ثمة طريق في العمر ستحملنا يوما لفلسطين , حتى لو مشيناها سيرا ..ونزف الدم .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة