الأحد 2024-12-15 16:48 م

وسائل التواصل الاجتماعي .. نعمة ونقمة!!

01:48 م

«يتضاعف حجم المعرفة الإنسانية كل عام ونصف» !!!! د. وليد عبد الحي.
إن سرعة النقل والانتشار والتعميم على منصات التواصل الاجتماعي، هي نتاج شرعي للتقدم العلمي والتطور والذكاء الانساني والابتكارية العبقرية الخيّرة.

فالسرعة في كل مناحي الحياة تتطور وتتزايد تزايدا هندسيا، وتتوافق مع وعي الانسان الجديد وطبيعته الوثابة الديناميكية السريعة وانجازاته العلمية. وليس من الطبيعي فحسب، بل هو من الجميل، ان ينتشر كل شيء حولنا في سرعة الضوء والومض، لأنه يحفزنا على المواكبة والتطور والارتقاء بإيقاعنا وتجاوز رتابتنا والتغلب على بطئنا وترددنا والانتظارية المعيقة الممضة.
ومنصاتُ التواصل الاجتماعي، التي أصبحت خادمنا النبيه المطيع، كفيلةٌ بسرعة تعميم المادة المراد نشرها، صحيحة او ملفقة. مختلفة او مخالفة. معارِضةٌ او مناكفة. تتولى مهام الإِخبار والتبليغ. ويستغلها قومٌ منا في تصفية حساباتهم وتلفيق التقارير وتزوير البيانات.
وتخدمنا الوسائل في الإبلاغ عن الوفيات وبيان أمكنة الدفن وتقبّل العزاء. كما تخدمنا في التهنئة بكل المناسبات: الخطوبة، الزواج، اعياد الميلاد، النجاح، الشفاء، الحج، العمرة، والعودة من السفر. وتمكننا هذه الوسائل من الترحم على من فقدناهم وبث اللواعج وتفريغ الأحزان. وتتيح لنا التواصل مع الأحباب والأصحاب. وتحديد موقع المنزل او صالة الفرح.
واصبح هائلا، البيعُ والشراءُ، والعرضُ والطلبُ، على هذه المواقع. وحدِّث للصبح، عن اتاحة فرصٍ خرافيةٍ للتعارف والمعرفة والحوار وتبادل الرأي ونشر الأفكار والمعتقدات والرؤى والمقالات والتفاعل بشأنها وتعميمها وتوزيعها.
وتسهم هذه الانساق في توثيق نشاطاتنا وحفظها. فقد تحولت الى البومات تحفظ مئات الآلاف من صورنا وإدراجاتنا وتعليقاتنا ومقالاتنا ومداخلاتنا.
وتدور على اثيرها وفضائها تفاصيل النقاشات والمقابلات والصفقات والمؤتمرات بين عدة اطراف وتصوير الوثائق وإرسالها الى مختلف الاطراف والجهات وحفظها وسرعة الوصول اليها.
وعليها يتم تبادل المعلومات والقرارات والتعليق عليها. والاستماع إلى القرآن والخطب والاغاني والشعر والأدب والحكم والاقوال والطرائف. وتمكننا من بناء مجموعات/قروبات مهنية او عائلية او سياسية او اجتماعية لتبادل الرأي والمعلومات والدعوات.
وتتيح دفع الفواتير وتحويل الأموال ومعرفة الرصيد وتلقي اشعارات الايداع والسحب والصرف. واستخدام آلاف التطبيقات التي تمكننا من تصوير الوثائق والمناسبات ونقل الأحداث والحوادث في لحظتها اولا بأول واسعاف مصاب وطلب التبرع له بالدم وشراء بطاقات السفر وحجز الفنادق والسيارات والمطاعم والشراء والتسوق.
وإنّ مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك والواتساب والتويتر والانستغرام المراقبة والمتابعة التي يمكن تسخيرها، هي اليوم اكبر ملتقيات البشرية. وبالنسبة للأبناء أصبحت أهم من البيت والمدرسة والجامعة في معلوماتها الصحيحة والمزيفة.
ولا شك انها أصبحت من ابرز أدوات تشكيل الرأي العام وصياغته. ومن وسائل الحض على المحبة والمودة، إلا إن تولاها شرير فتحض على الكراهية والفتنة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة