الأحد 2024-12-15 04:46 ص

وصل من ألمانيا لتركيا على دراجة نارية ليندد الانقلاب

11:50 ص

الوكيل الاخباري - بعد قطعه مسافة ألفين و682 كيلو مترا، وصل الناشط التركي 'عبدالرحمن سردار جكمق' إلى العاصمة أنقرة، قادما من مدينة ميونخ الألمانية في رحلة استمرت 29 يوما على دراجته الهوائية، ويحمل في يده علم تركيا، مؤكدا أن رحلته تأتي لدعم المؤسسات الديمقراطية في بلده والتنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/ تموز الماضي.


'جكمق' البالغ من العمر 40 عاما، انطلق بدراجته في 25 أغسطس/ آب الماضي من مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا في رحلة إلى موطنه الأصلي تركيا، ختمها مساء أمس أول الخميس، من أجل الرد في شكل حضاري لائق على السياسة غير العادلة والمعروفة بازدواجية المعايير التي تتبناها الدول الأوروبية تجاه أنقرة.

وعقب وصوله إلى المقر العام لحزب العدالة والتنمية (الحاكم) في العاصمة، التقته 'الأناضول'، حيث قال 'تركت ميونخ حاملا رسالة واحدة، هي أننا سنواصل المسير في هذا الطريق مع رئيسنا أردوغان حتى ولو علمنا أننا سنلقى حتفنا'.

وتابع جكمق، 'لم أتردد قط للقدوم هنا بهذا الشكل وكنت سأتحرك عقب المحاولة الانقلابية مباشرة في 16 يوليو'، مؤكدا أن الجميع يجب أن يقف ضد الجماعات الإرهابية التي تهدد استقرار وأمن بلده أمثال منظمات 'فتح الله غولن' ، و 'بي كا كا' الانفصالية.

وأضاف 'أنا مواطن من أصل كردي، ولدت عام 1976 في ولاية شرناق ذات الكثافة الكردية جنوب شرقي البلاد، لكنني أقول (ردا على بعض الأكراد المطالبين بحكم ذاتي) في أعلى صوت، لدينا أمة واحدة ودولة واحدة، ولا شئ سوى ذلك'.

الناشط التركي أوضح أيضا، أنه قام بهذه الرحلة أو كما أراد أن يصفها بـ'صورة راقية للمظاهرات' نيابة عن اتحاد الديمقراطيين الأتراك في أوروبا - فرع ميونخ، حيث يعيش هناك منذ 16 عاما.

وعن شعوره عند دخوله الحدود التركية من الناحية الغربية عقب اجتيازه معبر 'كابي كولا' الحدودي مع بلغاريا، قال جكمق 'شعرت بسعادة تعجز كلماتي عن وصفها'، مشيرا أنه قطع مسافات طويلة ومر بدول كثيرة مثل النمسا وسلوفينيا وكرواتيا وصربيا وبلغاريا، إلا أنه شعر بإمان وطمأنينة في وطنه لا مثيل لهما.

وعند سؤاله هل تمارس رياضة قيادة الدرجات الهوائية بشكل محترف، رد جكمق بقوله، 'لم أحترف هذه الرياضة قط قبل ذلك، لكن بعض الأصدقاء نصحوني بممارسة بعض التمارين الرياضية على مدار 4 أسابيع قبل مغادرتي ألمانيا'، مؤكدا أن هدفه الوحيد من رحلته هو رفع راية تركيا في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وعن الصعوبات التي واجهها خلال طريقه الطويل، أشار أنه كان يتوقع الكثير من المواقف المفاجئة خلال رحلته، ما دفعه إلى الاكتفاء بقيادة دراجته في ساعات النهار، وترجيحه الاستراحة ليلا، مضيفا أنه لاحظ اهتمام المواطنين خلال سيره في شوارع المدن التركية ونظرهم بإعجاب إلى دراجته و رداءه الرياضي فضلا عن العلم الذي كانت يرفعه، إلى جانب ترحيب الكثير في مدينة إسطنبول بقدومه بطريقتهم الخاصة عبر اطلاقهم مزامير سياراتهم.

وفي ختام المقابلة دعا جكمق الشعب التركي إلى الانتباه واليقظة وعدم الانسياق وراء ما تنشره منظمات 'غولن' و'بي كا كا' من أخبار وشائعات مضللة هدفها الوحيد هو النيل من الدولة التركية، مؤكدا أن 'الجميع أدرك الآن أن هناك قوى تريد الضعف والهوان لبلدنا'.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة 'فتح الله غولن'، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة 'فتح الله غولن' قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة