الأحد 2024-12-15 04:26 ص

يوم مزقت إسرائيل طائرة عربية برشق صاروخي قتل 108ركاب

11:16 ص

الوكيل - إسرائيل فعلتها أيضاً، وقبل الأوكرانيين بأكثر من 41 سنة، فأسقطت للعرب طائرة مدنية مزقتها رشقات صاروخية الطراز أطلقتها إحدى مقاتلاتها حين كانت المدنية محلقة وعلى متنها 104 ركاب وطاقم من 9 أفراد، لم ينج منهم إلا 4 ومساعد الطيار، بعد أن تم نقلهم إلى مستشفى بئر سبع في صحراء النقب.

الباقون قتلوا حرقاً مشوهين، بينهم أم لأربعة أبناء قضت بعمر 40 سنة، ولا زالوا يرفضون أن يطويها النسيان للآن، لذلك خصصوا في 'فيسبوك' صفحة لذكراها، وهي نجمة التلفزيون المصري سلوى حجازي.
كما كان بين الركاب وزير الخارجية والإعلام الليبي السابق ذلك الوقت، صالح مسعود بويصير، ومن الطاقم مضيفة لبنانية من عائلة كرم، وآخر فرنسي، وفق ما جمعت 'العربية.نت' مما تيسر من معلومات متوافرة 'أون لاين' عن تلك المجزرة الجوية لمن يرغب بالمزيد.
وكانت الطائرة، وهي 'بوينغ 727' تابعة للخطوط الليبية، أقلعت ظهر 21 فبراير 1973 من مطار بنغازي في الرحلة 114 إلى القاهرة، وقبل اقترابها من وجهتها النهائية وهي في حالة هبوط، وجد قائدها الفرنسي جاك بورجيه، بيانات غير عادية في 7 أجهزة توجيه بقمرة القيادة وسط عاصفة هبت فجأة، ومنعته من معرفة موقعه للاستمرار بالهبوط، فانحرف شمالاً ثم جنوباً إلى حيث صحراء سيناء التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي ذلك الوقت، وسلم قيادتها للطيار الآلي.

من اليمين: وزير الدفاع الاسرائيلي الجنرال موشي دايان، وإلى يمينه رئبيسة الوزراء غولدا مائير، ثم إلى أقصى اليسار مناحيم بيغن، الذي أصبح رئيسا لوزراء اسرائيل فيما بعد، وهم مع 3 قادة عسكريين في وقفة اعتذار بسبب اسقاط 'الفانتوم' الاسرائيلية للطائرة الليبية
'إن عشنا فنحن سعداء، وإن متنا فشهداء'
كان ينوي من تغيير مسار الطائرة كسب الوقت ليعرف موقعه، لكنه فوجئ بما جعله يسرع للاتصال ببرج مطار القاهرة حين لمح مساعده الليبي عواد مهاوي 4 طائرات حربية، فظن هو وكابتن الطائرة أنها مصرية، وقال الكابتن لبرج المراقبة، طبقاً لما اتضح حين العثور بعدها على الصندوق الأسود: 'يا قاهرة، نواجه مشكلة. لدينا مشكلة في الاتجاه، وطائراتكم الميغ بجوارنا مباشرة، فهل بإمكانكم إعطاؤنا تحديداً راداريا لموقعنا؟'.
وقبل أن يأتيه الجواب من المطار المصري أدرك أن الطائرات إسرائيلية، ثم رأى إحداها تلتف لإطلاق النار على طائرته وسط حالة ذعر سيطرت على الركاب، خصوصاً حين خاطب أحد أفراد طاقم الطائرة ركابها بالمايكرو، وقال مذعوراً: 'نتعرض الآن لعدوان صهيوني. إن عشنا فنحن سعداء، وإن متنا فشهداء'، ثم تلا آيات من القرآن الكريم، داعياً الركاب لقراءة ما تيسر لهم منه أيضاً.
وسط ذلك الجو المرعب، أطلقت إحدى الطائرات الإسرائيلية زخات صاروخية هوت معها الليبية أشلاء إلى الصحراء، فتناثرت جثث ضحاياها داخل وحول هيكلها المغروز معظمه في رمال سيناء، وكانت كارثة قضى فيها 108 ركاب ومن الطاقم، منهم رجال أعمال ليبيون ومصريون وفرنسيون، وآخرون كانوا عائدين من زيارات عائلية، بينهم أطفال ونساء.

اعتاد الاعلام المصري الإشارة إلى كارثة 'البوينغ' الليبية باسم 'طائرة سلوى حجازي' اجلالا لقائلة البيت الشعري في ديوانها: أهكذا الدهر بنا يجري.... ويأكل العمر ولا ندري؟
وأتاه أمر من كلمتين: أسقط الطائرة
أما الرواية الإسرائيلية فمختلفة، وملخصها أنه تم الإبلاغ عن طائرة تسير بسرعة النفاثة، وعلى الفور اعترضتها طائرات 'فانتوم' وراءها مباشرة على مسافة 50 كيلومتراً فوق سيناء، ثم اقتربت اثنتان منها حتى مسافة لا تزيد على 3 أمتار، وفي هذه اللحظة دخل برج المراقبة في القاهرة على شبكة الاتصال مع الطائرة الليبية وأبلغها أن مكانها غير معروف بالنسبة إليه.
وفي هذه اللحظة أيضاً ورد أمر من قائد سلاح الجو الإسرائيلي آنذاك، الجنرال موردخاي هود، وكان من كلمتين: 'أسقط الطائرة' التي كانت على مسافة 20 كيلومتراً من قناة السويس، أي لا تحتاج إلا لدقيقة أو دقيقتين للوصول إلى الحدود الواقعة خارج سيطرة الاحتلال، فسدد طيار 'الفانتوم' رشقات صاروخية نحوها، عيار 20 ملليمتراً، وأصابتها في خزان وقودها، فهوت محترقة بدقائق معدودات.
تمضي الرواية فتذكر على لسان رئيسة الوزراء الإسرائيلية ذلك الوقت، غولدا مائير، أن طيار الليبية لم يمتثل للتحذيرات، في حين قال وزير المواصلات في حينه، شيمون بيريز، إنه وطاقمه لم يتصرفوا بموجب قواعد الطيران الدولي العامة، وإن خوفهم هو الذي تسبب بسقوط الطائرة، لا الاعتبارات الإسرائيلية.
ثم أصدرت إسرائيل سلسلة بيانات، في أحدها أن ما حدث هو حالة دفاع عن النفس، للخشية من أن يكون هدف طيار الليبية ضرب قاعدة عسكرية في بير جفجافة، المعروفة للإسرائيليين باسم 'رفيديم' أو قاعدة أخرى في بئر السبع، على حد ما قرأت 'العربية.نت' في ما ورد مترجماً عن صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية.
الصحيفة نقلت أيضاً أن الطيارين الإسرائيليين طلبوا من طاقم الطائرة الليبية الهبوط فى أحد مطارات إسرائيل القريبة، بسبب مخاوفهم من احتمال تنفيذ عملية عسكرية، وعندما رفض الطاقم ذلك تم إسقاطها. ووصل صدى كل ما حدث إلى أروقة الأمم المتحدة، فلم تتخذ المنظمة بعد نقاشات حامية أي إجراء ضد إسرائيل، بزعم أن 'للأمم ذات السيادة حق في الدفاع عن نفسها بموجب القانون الدولي'، وهكذا كان من قصة إحدى أفظع المجازر في الجو.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة