الثلاثاء 2024-12-03 10:11 م
 

السيناريو الأسوأ على الحدود الأردنية السورية

12:57 م

وفقًا لأرقام مؤكدة، فإن اكثر من 270 الف سوري نزحوا من درعا ومناطق جنوب سوريا، الى الحدود الاردنية السورية، والى مناطق اخرى، في سوريا، وهي نكبة جديدة، والعدد قابل للارتفاع.اضافة اعلان

ما نراه عند الحدود الاردنية السورية، امر مؤلم جدا، لان الاردن الرسمي، بكل امكاناته، قد يغيث السوريين يوما او يومين، اسبوعا او اسبوعين، اضافة الى ما يقدمه الناس، من اغاثة، وهو امر شهدناه خلال الايام القليلة الماضية، لكن كل هذا ليس حلا، لهؤلاء، الا بشكل مؤقت، خصوصا، اذا استمر تدفقهم، من جهة، وزادت اعدادهم، في وقت لاحق، بما يجعلنا امام مدينة لاجئين جديدة.
كل الاتصالات السياسية والعسكرية والامنية، تحاول ان تصل الى تسوية، وهذا امر ممكن، وقد لا ينجح تماما لان هناك اطرافا وتنظيمات لا تريد هذه التسوية، كما ان عيش اغلب اهل درعا، ومناطق جنوب سوريا، مع التنظيمات، خلق واقعا قد يؤدي الى انتقام النظام اكثر واكثر، من هؤلاء باعتبارهم كانوا حاضنة الثورة في بداياتها، فوق انخراط اعداد كبير من ابناء هذه المنطقة في التنظيمات، بما سيجعل هؤلاء، مع عائلاتهم مضطرين للمغادرة نحو الاردن او مواقع اخرى.
الجهد الاغاثي هنا، بحاجة الى تدخل عربي ودولي، ولعلنا نسأل اين العالم ومؤسساته ودوله ايضا، عن مئات الاف السوريين، الذين خرجوا من بيوتهم وديارهم، هربا من الموت، او خوفا من عمليات الثأر والانتقام، خصوصا، مع المعلومات التي تؤشر على تدفق ميليشيات لبنانية، ومن جنسيات اخرى لمساعدة الجيش السوري في هذه المناطق، ضد التنظيمات المتشددة.
نحن امام وضع حرج، لان كل الذين يقفون قرب الحدود يضغطون على الاردن، من اجل ادخالهم، والنظام السوري ذاته، يريد دفعهم الى الاردن، انتقاما منهم، وانتقاما من الاردن، باعتباره على صلة بالتنظيمات وفقا لما يقوله السوريون، كما ان عواصم عربية ودولية تتفرج على الاردن، امام هذه المحنة، وتحاول تلطيخ سمعته بكونه يغلق حدوده، هذا في الوقت الذي لا تقبل فيه هذه الدول، سوريا واحدا، تحت اي عنوان انساني، او قومي، او اغاثي.
ما يتوجب الاستعداد له، يتعلق بالسيناريو الاسوأ، اي تدفق اعداد اكبر، واحتمال تعرض هؤلاء لاي حوادث، مثل الانتقام او القصف، اضافة الى عدم كفاية المعونات التي يقدمها الاردنيون، وهذا يعني في المحصلة، ان الوضع قد يسوء اكثر، خلال الفترة المقبلة، ومعايير الاردن، بشأن هؤلاء قد تتعرض الى ضغط اكبر واشد، لاعتبارات كثيرة، ما يجعلنا نسأل الجهات الرسمية عن الحلول المتوفرة لديها في حال حدثت سيناريوهات اسوأ على الحدود الاردنية السورية.
الوضع في جنوب سوريا، قابل للانهيار اكثر، لان الهدنة مرفوضة حتى من جانب بعض التنظيمات وهي قادرة على تهديدها، وتخريب اي هدنة تقوم بها تنظيمات اخرى، اضافة الى ان هناك عواصم تدير هذه التنظيمات لا تريد هذه الهدنة، وتريد تصعيد الازمة في جنوب سوريا، كما ان الوضع الانساني، بحد ذاته سيؤدي الى منع حدوث تسوية نهائية، في ظل المخاوف من الانتقام من اهل جنوب سوريا، باعتبار ان شرارة الثورة انطلقت من عندهم، وهنا تتساوى المعلومات والاشاعات من حيث تأثيرها على اللاجئين، الذين لا يصدقون اي ضمانات يقدمها النظام لهم.
ما الذي سيفعله الاردن امام السيناريو الاسوأ على الحدود الاردنية السورية، اذا تضاعفت الاعداد، وما هي قدرته على صعيد الاغاثة، وعلى صعيد ادارة الوضع امنيا، في ظل مهددات كثيرة، واحتمالات تعرض النازحين الى مخاطر امنية من داخل سوريا، بحيث يندفعون نحو الاردن، ويجبرونه على فتح الحدود، وهنا يمكن وضع عشرات الاحتمالات، لما هو أسوأ من هذا فوق الحاجة الى اغاثة على مستوى العالم العربي والعالم، امام تزيد الاعداد؟!.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة