الخميس 2024-11-28 04:24 ص
 

الاعتداء على رقيب السير

10:26 ص

حادثة الاعتداء على رقيب السير في أكبر شارع من شوارع الأردن الذي يربط العاصمة بمحافظات الشمال، ليس حدثاً عادياً من حيث دلالاته ومؤشراته التي تقرع جرس الانذار لنا جميعاً، فنحن في الأردن نعيش مرحلة تحول خطيرة على جميع الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحتاج منا إلى يقظة شعبية عارمة وحس وطني مسؤول وثقافة مجتمعية سليمة تجعلنا قادرين على استيعاب الظروف الجديدة والمتغيرات الهائلة التي تجتاح الإقليم بأكمله.اضافة اعلان

الأردن يشهد موجات لجوء ضخمة وكبيرة تفوق قدرته الحقيقية على الاستيعاب من حيث البنية التحتية، ومن حيث المقدرات والموارد، ومن حيث قدرة المواطنين والمجتمعات المحلية على التكيف مع هذا الازدحام المرعب في الشوارع والطرقات والمحلات والأسواق والمدارس والجامعات، مما يقتضي من الحكومة والدوائر والأجهزة المختلفة أن تكون على أعلى درجة من الاستنفار وإعلان حالة الطوارئ القصوى من أجل إيجاد جبهة داخلية متماسكة قادرة على حماية الدولة والنظام والأمن والمرافق.
في أشهر الصيف تزداد المعاناة، وتبلغ الأزمة ذروتها خاصة مع رجوع المغتربين ومجيء المصطافين العرب، وكثرة المناسبات وزيادة النشاطات التي تمتاز بالتجمع والحركة مثل الأعراس وحفلات التخرج من الجامعات والمدارس والعزائم والولائم مما يجعل الشوارع والطرقات لدينا تمتلئ بالمركبات فوق طاقاتها بأضعاف مضاعفة وهذا يحتم على الجهات المختصة أن تنظر إلى هذه المسألة بنظرة بعيدة ورؤية استراتيجية شاملة يتم خلالها ضبط البيئة الجماعية ضبطاً محكماً الذي يشبه موسم الحج، مما يقتضي زيادة مركبات الأمن العام وشرطة المرور بما يكفي هذه الزيادة الكبيرة في عدد المركبات، وأن يتم تفعيل التشريعات الناظمة لهذا المسار على نحو صارم ودقيق، وأن تبذل جهوداً مضنية في إعداد الكوادر المؤهلة والمدربة على ضبط الايقاع العام، الشيئ الأكثر أهمية على الصعيد المجتمعي العام أصبحنا بحاجة إلى إرساء معايير ثقافية وطنية شاملة وراسخة يلتزم بها الصغار والكبار تسهم في حفظ مجتمعاتنا وتصونها من العبث وتمنع الأنزلاق المجتمعي نحو الفوضى لا سمح الله، ولذلك يمكننا الاشارة إلى بعض القضايا المهمة والخطيرة والمستعجلة على نحو مختصر :
أولاً : نحن بحاجة إلى احترام القانون وإرساء ثقافة الالتزام بسيادته قولاً وفعلاً، وروحاً وشكلاً، لأن في ذلك مصلحة عامة لنا جميعاً، فلا يجوزالتهاون في هذا المجال قيد أنملة.
ثانياً : احترام رجال الأمن وشرطة السير وهم يقومون بواجباتهم في تنفيذ القانون، وضبط سير المركبات، وعلى المواطنين أن يقدموا العون لهؤلاء الجنود المجهولين، وأن يبذلوا أعلى درجات التعاون المسؤول في الميدان والواقع المعاش.
ثالثاً : الغاء مواكب الأعراس و « الفاردات « ومواكب التخرج والذهاب إلى ألوان أخرى في التعبير عن الفرح أكثر هدوءاً وأقل ازدحاماً والاكتفاء ببعض المظاهر العائلية اللطيفة المهذبة الحضارية، التي لا تؤدي إلى إغلاق الشوارع ولا إعاقة المرور ولا الحاق الازعاج بأحد من أجل ضمان دعوات الناس بالبركة والنجاح وليس بالويل والثبور ومحق البركة.
رابعاً : تعليم الأجيال الجديدة السلوك الحضاري الذي يليق بالمتعلمين من حيث احترام الكبير والبعد عن الاساءة للمجتمع والناس وان يظهر ذلك جلياً في الشوارع والطرقات وفي قيادة المركبات.
خامساً : الاهتمام بالنظافة اهتماماً بالغاً والعناية بالبيئة وعدم التهاون مع أولئك النفر الذين يقذفون زبالتهم من نوافذ سياراتهم ونوافذ أبوابهم، لأن ذلك يمثل سلوكاً منحطاً لا يليق بالآدميين.
سادساً : الحرص الجماعي على حفظ أمننا الوطني الشامل، المصحوب بالخلق الرفيع والتدين الصحيح وعدم السماح باتساع الخلل والخروقات.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة