لست أستطيع الجزم إن كنت حقا سأتمكن من توصيل الفكرة لأي من القراء، لكنها محاولة، وفرصة لملء هذه الزاوية بكلام ما ..اضافة اعلان
كلنا – لو فكرنا- نستطيع أن نشعر بغياب الفكرة عن حياتنا، وقد يقول قائل تفسيرا لهذا الغياب، بأنه جاء بسبب كثرة الانشغالات، بينما الواقع يقول بأن الانشغالات تكاد أن تكون معدومة، لكنه العقل، يغيب، في حياة تسعى لأن تتحول كلها إلى العالم الافتراضي، وهو ربما لم يعد افتراضيا الا بالنسبة لمن لم يعرفوه بعد ..
كيف تمضي وقتك، منذ أن تصحو من النوم حتى تعود له ثانية؟.
قد يكون كله بالنسبة لبعضنا مبددا على الهاتف وتطبيقاته، وهؤلاء هم بالضبط من أعتبرهم أسرى، يقلبون شاشات عبر هواتفهم، ويتنقلون بين محتوياتها المختلفة، علما بأنهم ليست لهم الإرادة على البحث فعلا عن شيء يريدونه في عملهم أو حياتهم، هم يقلبون شاشات اقترحتها تطبيقات تعمل بالذكاء الصناعي، وكلما استغرقت وقتا لمشاهدة شيء ما عبر الشاشة، يتم تدوين الوقت من خلال التطبيق نفسه، وهذا الوقت بمثابة توجيه للتطبيق أن تعرض لك المزيد من محتويات تشبه المحتوى الذي استغرقت وقتا وأنت تشاهده.. تابع فيلما سينمائيا، وستجد صفا منها يترتب تلقائيا بعد الفلم الذي تشاهده، دون طلب منك ولا بحث ولا حتى محاولة.. وفي نهاية المطاف لن يقوى عقلك ولا ذاكرتك على الاحتفاظ بما تشاهده، ليس فقط بسبب تضارب النوازع والمشاعر التي انتابتك أثناء مشاهدتك للمقطع، بل أيضا بسبب غزارة الإثارة والبيانات، لتكتشف في نهاية المطاف بأنك بددت وقتك في شيء لم تخطط للاهتمام به أو مشاهدته، ومع الأيام وقضاء ساعات طويلة ومتكررة مع هذا الهاتف.. تضيق مساحات التفكير لديك، وتشعر برغبة مقيمة باللجوء لهاتفك بلا إرادة ولا تفكير ولا فائدة أيضا.
كل هذا يحدث ونحن نستخدم التكنولوجيا والكمبيوتر المذهل، الذي ينفذ مئات ملايين العمليات في الثانية، وهو النوع الذي أصبح تقليديا، أمام الكمبيوتر الجبار الجديد، وهو الكمبيوتر الكمي، ولا يمكن أن نفهم مقدار سرعته العظيمة وخدماته قبل أن نفهم الكمبيوتر الذي كنا نستخدمه قبله، وهذا علم بعيد المنال عن السواد الأعظم من الناس، لا سيما الذين لم يملكوا من العلم والرياضيات والفيزياء شيئا، فهؤلاء لن يفهموا ما يتم الحديث عنه في موضوع الكمبيوتر والتكنولوجيا، فالكمبيوتر الكمي هو الجيل الخامس الفعلي من الكمبيوتر، وهو يشكل مرحلة علمية جديدة بالنسبة للكوكب كله، فقط تخيلوا كيف كانت حياة الإنسان قبل أن يعرف اشعال النار واستخدامها، أو قبل أن توجد العجلة، أو المصباح الكهربائي.. ولن أقول كيف كانت حياته قبل الترانزستور، فكيف اقول كيف كانت حياة الإنسان قبل استخدام «النظام الثنائي» في مترجمات ووحدات معالجة الكمبيوتر، ولا كيف كانت الحياة والصناعات والطب وغيره قبل اعتماد نظرية الكمّ وتطبيقاتها، فإن كنا نتحدث عن الرياضيات واحتمالاتها في النظام الثنائي والثلاثي، فإننا نتحدث عن الطاقة والمادة والفيزيا كلها والكيمياء حين نتحدث عن نظرية الكم وقوانينها.
في خضم كل هذا التقهقر وغياب العقل والتفكير والحكمة، تحكم الآلة سيطرتها على حياة الكوكب، وتتعدد وتتسع قواعد البيانات المتاحة لها، ليصبح كل الناس أسرى برغبتهم للعالم الافتراضي وللجنون الحضاري الذي بدأ يسير بلا قيادة بشرية ولا تفكير.
هذا واقعنا اليوم وغدا.
كلنا – لو فكرنا- نستطيع أن نشعر بغياب الفكرة عن حياتنا، وقد يقول قائل تفسيرا لهذا الغياب، بأنه جاء بسبب كثرة الانشغالات، بينما الواقع يقول بأن الانشغالات تكاد أن تكون معدومة، لكنه العقل، يغيب، في حياة تسعى لأن تتحول كلها إلى العالم الافتراضي، وهو ربما لم يعد افتراضيا الا بالنسبة لمن لم يعرفوه بعد ..
كيف تمضي وقتك، منذ أن تصحو من النوم حتى تعود له ثانية؟.
قد يكون كله بالنسبة لبعضنا مبددا على الهاتف وتطبيقاته، وهؤلاء هم بالضبط من أعتبرهم أسرى، يقلبون شاشات عبر هواتفهم، ويتنقلون بين محتوياتها المختلفة، علما بأنهم ليست لهم الإرادة على البحث فعلا عن شيء يريدونه في عملهم أو حياتهم، هم يقلبون شاشات اقترحتها تطبيقات تعمل بالذكاء الصناعي، وكلما استغرقت وقتا لمشاهدة شيء ما عبر الشاشة، يتم تدوين الوقت من خلال التطبيق نفسه، وهذا الوقت بمثابة توجيه للتطبيق أن تعرض لك المزيد من محتويات تشبه المحتوى الذي استغرقت وقتا وأنت تشاهده.. تابع فيلما سينمائيا، وستجد صفا منها يترتب تلقائيا بعد الفلم الذي تشاهده، دون طلب منك ولا بحث ولا حتى محاولة.. وفي نهاية المطاف لن يقوى عقلك ولا ذاكرتك على الاحتفاظ بما تشاهده، ليس فقط بسبب تضارب النوازع والمشاعر التي انتابتك أثناء مشاهدتك للمقطع، بل أيضا بسبب غزارة الإثارة والبيانات، لتكتشف في نهاية المطاف بأنك بددت وقتك في شيء لم تخطط للاهتمام به أو مشاهدته، ومع الأيام وقضاء ساعات طويلة ومتكررة مع هذا الهاتف.. تضيق مساحات التفكير لديك، وتشعر برغبة مقيمة باللجوء لهاتفك بلا إرادة ولا تفكير ولا فائدة أيضا.
كل هذا يحدث ونحن نستخدم التكنولوجيا والكمبيوتر المذهل، الذي ينفذ مئات ملايين العمليات في الثانية، وهو النوع الذي أصبح تقليديا، أمام الكمبيوتر الجبار الجديد، وهو الكمبيوتر الكمي، ولا يمكن أن نفهم مقدار سرعته العظيمة وخدماته قبل أن نفهم الكمبيوتر الذي كنا نستخدمه قبله، وهذا علم بعيد المنال عن السواد الأعظم من الناس، لا سيما الذين لم يملكوا من العلم والرياضيات والفيزياء شيئا، فهؤلاء لن يفهموا ما يتم الحديث عنه في موضوع الكمبيوتر والتكنولوجيا، فالكمبيوتر الكمي هو الجيل الخامس الفعلي من الكمبيوتر، وهو يشكل مرحلة علمية جديدة بالنسبة للكوكب كله، فقط تخيلوا كيف كانت حياة الإنسان قبل أن يعرف اشعال النار واستخدامها، أو قبل أن توجد العجلة، أو المصباح الكهربائي.. ولن أقول كيف كانت حياته قبل الترانزستور، فكيف اقول كيف كانت حياة الإنسان قبل استخدام «النظام الثنائي» في مترجمات ووحدات معالجة الكمبيوتر، ولا كيف كانت الحياة والصناعات والطب وغيره قبل اعتماد نظرية الكمّ وتطبيقاتها، فإن كنا نتحدث عن الرياضيات واحتمالاتها في النظام الثنائي والثلاثي، فإننا نتحدث عن الطاقة والمادة والفيزيا كلها والكيمياء حين نتحدث عن نظرية الكم وقوانينها.
في خضم كل هذا التقهقر وغياب العقل والتفكير والحكمة، تحكم الآلة سيطرتها على حياة الكوكب، وتتعدد وتتسع قواعد البيانات المتاحة لها، ليصبح كل الناس أسرى برغبتهم للعالم الافتراضي وللجنون الحضاري الذي بدأ يسير بلا قيادة بشرية ولا تفكير.
هذا واقعنا اليوم وغدا.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي
-
لولا « النشامى» لغرق بلدنا بالمخدرات