موسم قطف ثمار الزيتون ينتظره الكثيرون صغاراً يلهون في الكروم ، وكباراً الذين يعتبرون بحلوله عادت بركة الدنيا وسرت في عروق الأرض تبشيرا باقتراب الشتاء ودفئ البيوت، تخرج الجموع مع صوت أذان الفجر وبزوغ شمس النهار إيذانا ببدء القطاف فتحضر القصص على "مفرش" الزيتون وتغص الذكريات تحت الأغصان المتشابكة فهي فرصة لاستذكار الماضي والحنين إلى أيام الآباء والأجداد.
تعج الكروم في هذا الموسم بتوجيهات الآباء ودندنة الشبان بأغانٍ تحاكي جيلهم وصيحات الصغار ولهوهم، تلك الجموع التي تجتمع تحت شجرة فرغوا من قطف ثمارها وجمعها بأكياس "الخيش" من أجل تناول الطعام ويتسابق الأطفال بعدما فرغت طاقتهم وتحضر الأطباق المتنوعة فيحل مخلل الزيتون الذي تم تحضيره من ثمار الموسم الحالي ويكون له نكهة طيبة بعد التعب.
يتعاون اثنان هناك على حمل "شوال" غص بثمار الزيتون، وآخر يمسك بمسلته ليخيط "الشوالات" في صور تجسد اجمل معاني التعاون والتكافل بين أفراد الأسرة في موسم الزيتون استبشارا بحلول الخير والبركة وسط دعوات الآباء وآمالهم بأن يكون حصاد الموسم أفضل من الموسم السابق، ويتسابق الصغار ويتفاخرون بمن يجمع في علبته العدد الأكبر من حبات الزيتون.
بعد الظهيرة يكاد التعب قد نال من الجميع، مرت ساعات عدة منذ الفجر وانتصفت الشمس وسط السماء، لكن ما يهون عناء القطاف هو تلك الأشجار التي فرغت منها العائلة وتلك الحبات التي تلمع بين اليدين مبشرة المزارعين بأنها ممتلئة بالزيت، وبعد برهة من الظهيرة تحضر وجبة الطعام "الدسمة" فقد تكون تلك الوجبة هي المنسف أو المقلوبة أو المسخن وهي وجبات اعتاد الأردنيين على تناولها في كروم الزيتون.
صور التكافل والتلاحم لا تتوقف هنا، بل يتعداها حتى يشارك الأقارب والأصدقاء على مبدأ "الفزعة" بالقطف وسط تبادل للطرائف والحكايات، فلا يكاد حي أو شارع في الأردن لا تجد فيه أشجار الزيتون بكثافة، وفزعة الأقارب تقلل التعب وتخفف الحِمل حتى يفرغوا من آخر شجرة في الكرم أو "حوش" البيت.
يتسابقون في النهاية بعد "تحميل" أكياس الزيتون في مركبة النقل للتوجه نحو المعصرة لعصر الزيتون والحصول على الزيت، فالعائلات تعتبره كنزها الثمين وهو أساس مونة الشتاء، يراقب الأردني بعين الحبيب ثمار الزيتون وهي تُفرغ أمامه إيذانا بعصرها، فتبدو الحبات لامعة مثل الذهب بعد غسلها ورائحتها زكية داخل العجانات أثناء طبخها وصولا إلى عصرها فتجده ينتظرها بشوق كبير عند المزراب فيتناول حينها كأسه ويشرب الزيت وتجد آخر يغمس رغيف خبز الساخن بالزيت مباشرة تلك هي الأجواء التي اعتاد عليها الأردنيون في موسم الزيتون.
-
أخبار متعلقة
-
شكاوى من إغلاق السير لمخرج مستشفى الجامعة الأردنية باتجاه شارع المدينة المنورة
-
شكاوى من نقص أسرة الأطفال بالمستشفيات الحكومية في عمّان
-
شاطئ عمّان السياحي يعود بحلّة جديدة بعد إعادة التأهيل – تفاصيل
-
العثور على طفل مفقود في المفرق
-
صاحب المنزل يكشف تفاصيل فيديو هجوم الكلاب على سيدة في عين الباشا
-
فيديو صادم لهجوم كلاب ضالة على سيدة في عين الباشا يشعل غضب الأردنيين
-
رئيس محكمة أمن دولة سابق يكشف عقوبات الضالعين بالمخطط الإرهابي
-
بعد نشر الوكيل.. النقل البري تؤكد على اجراءات ابرام العقود لاستئجار السيارات السياحية