السبت 2024-11-16 12:40 م
 

تحذير من ألواح تقطيع الطعام.. "القاتل الصامت في مطبخك"

تعبيرية
تعبيرية
10:36 ص

الوكيل الإخباري-   حذرت دراستان جديدتان من خطورة استخدام ألواح التقطيع البلاستيكية، موضحتين أنها تطلق جزيئات متناهية الصغر في الطعام، تنتهي بها المطاف مستقرة في الأدمغة البشرية، مهددة بالإصابة بأمراض خطيرة، مثل الخرف.

اضافة اعلان


وفي السابق، تم ربط الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الهواء بتعرض الإنسان لأمراض عديدة، مثل مشاكل الرئة وفشل الكبد وتلف الخصوبة لدى الرجال.


ويبتلع الإنسان حوالي 5 غرامات من جزيئات البلاستيك كل أسبوع، وهو ما يعادل وزن بطاقة ائتمان، بمعدل 260 غرامًا سنويًا، وفقًا لمراجعة أجراها صندوق الحياة البرية العالمي لبيانات من 50 دراسة سابقة. وقد توصلت النتائج إلى أن العديد من هذه المواد البلاستيكية قد تكون سامة للغاية.


مخاطر صحية جديدة

أظهرت دراستان جديدتان مخاطر صحية جديدة لهذه الجسيمات عند انبعاثها من ألواح التقطيع، إذ يتعرض الدماغ لغزو هذه القطع البلاستيكية المنبعثة من الألواح، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف ومرض باركنسون، أو التسبب في مشاكل في النمو لدى الأطفال، حسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.


وتأتي هذه المواد البلاستيكية بشكل غير مرئي عبر جزيئات صغيرة تصنف كـ "ميكرو بلاستيك" و"نانو بلاستيك".


كان معظم العلماء يعتقدون أن أدمغتنا آمنة من هذه الجسيمات البلاستيكية، لأنها محمية بحاجز الدم في الدماغ، وهو طبقة من الخلايا المتخصصة تعمل كمرشح لمنع المواد السامة والالتهابات. ولكن الدراستين الجديدتين تشير إلى أن جزيئات البلاستيك المجهرية صغيرة بما يكفي للتسلل عبر حاجز الدم في الدماغ.


التسلل إلى الدماغ
الدراسة الأولى، التي نشرت في سبتمبر (أيلول) في مجلة الصحة البيئية، حللت أدمغة 15 شخصًا ماتوا لأسباب مختلفة، ووجدت جزيئات بلاستيكية دقيقة في 8 منهم، تحديدًا في البصيلات الشمية.


ويشير لويس فرناندو أماتو لورنسو، المهندس البيئي في جامعة برلين الذي قاد الدراسة، إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة المستنشقة قد تتجاوز حاجز الدم في الدماغ عبر تدفق مخاط الأنف والاختلاط بسوائل الدماغ حول البصلات الشمية، من خلال "ثقوب" صغيرة في الأنف.


بدورها، خلصت الدراسة الثانية إلى نفس النتيجة، وقادها أستاذ علم الأدوية في جامعة نيو مكسيكو الأمريكية، الدكتور ماثيو كامبين. حيث قال: "كلما قطع الطعام بالسكين على اللوح البلاستيكي، تنتقل شظايا منه إلى السكين، ومن ثم إلى الطعام". وأوضح أن هذه النتيجة توصل إليها من خلال أبحاثه التي اعتمدت على فحص عينات من الدماغ والكبد والكلى، مأخوذة من 51 فحصًا بعد الوفاة.


وخلال التحليل، تبين العثور على ما يصل إلى 30 مرة أكثر من المعدل الطبيعي لجزيئات البلاستيك الدقيقة في عينات الدماغ مقارنة بالكبد والكلى. كما أظهرت الدراسة أن كمية البلاستيك في عينات الدماغ زادت بنحو 50% بين عام 2016 (عام أخذ العينات الأولى) والعام الجاري 2024، ما يعكس ارتفاع التعرض البشري للتلوث البلاستيكي البيئي.


موت المئات في 2040
وافق على هذه الدراسة خبير التلوث البلاستيكي في جامعة بليموث، البروفيسور ريتشارد طومسون، وسارع إلى التحذير من أن التلوث البيئي بواسطة البلاستيكيات متناهية الصغر سيتضاعف بحلول عام 2040، مما يهدد حياة المئات.


وتوصل طومسون إلى أن "بولي بروبيلين" و"بولي إيثيلين" يطلقان كمية أكبر من الملوثات بنسبة تصل إلى 10%، خاصة عند استخدام ألواح التقطيع البلاستيكية لتقطيع الخضروات. وقدّر فريقه البحثي أن الشخص العادي قد يتعرض سنويًا إلى ما بين 14.5 إلى 71.9 مليون جسيم بلاستيكي دقيق من البولي إيثيلين، مقارنة بـ79.4 مليون جسيم بلاستيكي دقيق من البولي بروبيلين، تنبعث من ألواح التقطيع البلاستيكية.


دراسات سابقة
سبق أن حذرت من هذه المخاطر دراسة نشرت في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة. وأخذت هذه الدراسة عينات دجاج وسمك من محلات السوبر ماركت، فتبين تلوثها بجزيئات بلاستيكية صغيرة جدًا ناتجة عن ألواح التقطيع.


كذلك، في مايو (أيار) 2023، نشرت دراسة أخرى في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا، ركزت على الأساليب الواجب اتباعها لتجنب تلوث الطعام بالجزئيات البلاستيكية أثناء تقطيع الأطعمة.

 

24

 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة