وجاءت هذه النتائج بعد اهتمام واسع بالموضوع، خاصة بعد تصريحات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي نصحت النساء الحوامل بتناول الدواء "بأقل جرعة فعالة لأقصر فترة ممكنة"، والادعاءات بأن الدواء يساهم في ارتفاع معدلات التوحد.
وفي المراجعة الشاملة، حلل فريق البحث تسع مراجعات منهجية سابقة شملت 40 دراسة رصدية، وخلص إلى أن جودة معظم المراجعات تراوحت بين "منخفضة إلى منخفضة جدا"، وأن أي صلة مفترضة بين الباراسيتامول والتوحد يمكن تفسيرها غالبا بالعوامل الوراثية أو البيئية الأخرى.
وأبرزت جميع المراجعات وجود رابط مبدئي بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل وظهور التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال، لكن أكثر من 75% منها حذرت من تفسير النتائج بسرعة لعدم استبعاد عوامل أخرى محتملة.
وتضمنت إحدى المراجعات دراستين فقط أخذتا في الاعتبار العوامل الوراثية والتاريخ الطبي للأم، وأظهرت إحدى هذه الدراسات أن معدلات الإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة كانت أعلى قليلا لدى أكثر من مليوني طفل سويدي الذين تناولت أمهاتهم الباراسيتامول أثناء الحمل.
ورغم أن دراسات سابقة أشارت إلى إمكانية دخول الباراسيتامول لجسم الجنين وتأثيره على الأداء الإدراكي والسلوك، فإن مقارنة النتائج بمجموعة الأشقاء الضابطة أظهرت أن هذا الارتباط لم يثبت، ما يشير إلى أن الجينات أو الظروف الصحية أو العوامل البيئية المشتركة بين الأشقاء هي السبب المحتمل للارتفاع، وليس الدواء نفسه.
وأكدت البروفيسورة شاكيلا ثانجاراتينام، استشارية التوليد في جامعة ليفربول والمعدة الرئيسية للدراسة، أن "الأدلة الحالية لا تدعم وجود صلة حقيقية بين الباراسيتامول والتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وإذا احتاجت المرأة الحامل للدواء لعلاج الحمى أو الألم، يُنصح باستخدامه، خاصة لأن ارتفاع درجة الحرارة قد يشكل خطرا على الجنين".
وأضافت ثانجاراتينام: "إذا كان هناك تاريخ عائلي للتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو المرجح أن يكون السبب، وليس ما تناولته الأم أثناء الحمل".
ويؤكد الباحثون على أن البدائل مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات قد تسبب مضاعفات خطيرة على الجنين، مثل الإغلاق المبكر للقناة الشريانية، لذا يُنصح باستخدام الباراسيتامول عند الحاجة.
وقال البروفيسور ديميتريوس سياساكوس، الاستشاري الفخري في طب التوليد: "الباراسيتامول هو الدواء الأكثر أمانا للاستخدام أثناء الحمل، وقد استخدمته النساء لعقود دون أي تأثير على التوحد أو اضطراب فرط الحركة".
وأكد الخبراء أن النتائج الجديدة يجب أن تطمئن الأمهات اللواتي يشعرن بالقلق أو الذنب بسبب تناول الباراسيتامول أثناء الحمل، مؤكدين أن "الأدلة الحالية لا تكفي للربط بشكل قاطع بين التعرض للدواء والتوحد أو اضطراب فرط الحركة في الطفولة".
-
أخبار متعلقة
-
البرودة المستمرة للأطراف: إشارة من الجسم لمشكلات صحية يجب عدم إهمالها
-
أعراض خفية للسرطان تظهر على اللسان
-
الباراسيتامول بين الفوائد والمخاطر.. متى يكون آمنا ومتى يصبح تهديدا؟
-
بدقائق معدودة فقط.. نشاط يومي يقهر التوتر ويحسّن النوم
-
دواء جديد يحقق نتائج مدهشة ضد مرض عصبي يفتك بالحركة والعضلات
-
اكتشاف آلية ثورية لمكافحة الزهايمر باستخدام مادة طبيعية في الجسم
-
كيف يؤثر البرد على فمك وأسنانك في الشتاء؟
-
الفرق بين التهاب الجلد والأكزيما وكيفية التعامل معهما
