السبت 2024-11-23 12:08 م
 

فشل تجربة مكافحة البعوض بالتعديل الوراثي !

images
10:35 ص

الوكيل الاخباري - إن البعوضة أكثر من مجرد آفة، وذلك لأن البعوض يمثل ناقلا خطيرا للمرض. وكان من بين أكثر الأفكار المبتكرة للتصدي لجحافل البعوض تلك التجربة، التي تمثلت في إطلاق ذكور بعوض معدلة وراثياً، لكي تنتج ذرية ذات دورة حياة قصيرة.

اضافة اعلان


ولكن لسوء الحظ، بحسب ما نشره موقع "New Atlas" جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث يبدو أن اختباراً لهذه الطريقة في البرازيل حقق فشلاً ذريعاً، بعدما اختلطت جينات البعوض المتحول مع البعوض غير المعدل وراثياً.

- جين قاتل مهيمن :
بدأت فصول التجربة عندما فكر فريق من العلماء بجامعة "ييل" الأميركية، في محاولة التداخل بتعديلات في الهندسة الوراثية لذكور البعوض فصيلة aedes aegypti بحيث يصبح لديهم جين قاتل مهيمن. وعند التزاوج مع إناث البعوض mozzies البرية، يمكن لهذا الجين أن يقلل بشكل كبير من عدد النسل المنتج، وكان ينبغي أن يكون عدد المواليد القليل أضعف من أن يبقى على قيد الحياة لفترة طويلة.

 

وكان من المرجح أن يقلل هذا البرنامج أعداد البعوض بنسبة 85% في منطقة ما، وفقاً لمعطيات بعض الاختبارات المبكرة. وكان هذا بالطبع يعني عدداً أقل من الأمراض مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وزيكا والملاريا، التي ينقلها البعوض للبشر.


وبما أنه كان من المخطط له ألا يعيش النسل طويلاً بما يكفي لتربية نفسه، فقد كان من المقدر للجينات من الحشرات المهندسة وراثياً أن تبقى خارج مجموعة الجينات الأصلية ذات دورة الحياة الطبيعية. وبالطبع كان المعيار الأساسي لنجاح التجربة هو الحد من أعداد البعوض، وهو ما لم يحدث للأسف.


- نتائج عكسية وعشرات الملايين من البعوض :
قام الباحثون بفحص البعوض في جميع أنحاء مدينة جاكوبينا بالبرازيل، حيث تم إجراء واحد من أكبر الاختبارات لهذه التقنية على مدار الأعوام القليلة الماضية.


ولم يقتصر الأمر على تراجع النتائج ونسب الانخفاض في الأعداد خلال الأشهر التي تلت الاختبار فحسب، بل تبين أيضاً أن بعض الحشرات الأصلية، اكتسبت جينات من البعوض المهندس وراثياً.

 

ويقول جيفري باول، أحد أعضاء فريق الباحثين: تم تطوير سلالة من البعوض المعدلة وراثياً، بعد الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA على هذه الأنواع من الاختبارات.


وفي التجربة التي جرت بالبرازيل، تم إطلاق حوالي 450000 من الذكور المعدلة وراثيا في جاكوبينا أسبوعيا لمدة 27 شهراً، أي ما مجموعه عشرات الملايين من الحشرات. وقام الباحثون بحفظ علامات التبويب عن طريق تدوين سمات جينوم كل من سلالة الكائنات المعدلة وراثياً والأنواع البرية قبل إطلاقها، وتم تكرار الفحص للجينوم مرة أخرى بعد مرور 6 و 12 و 27 إلى 30 شهراً من بدء إطلاق البعوض في المدينة.


- ذرية قوية وأكثر مرونة :

وأثبتت نتائج تحليل وفحص الجينوم أن هناك دليلا واضحا على اندماج الجينات من الحشرات المعدلة وراثياً في المجموعات البرية. وعلى الرغم من أن البعوض المعدل وراثياً لا ينتج سوى ذرية قليلة لا تعيش إلا لحوالي 3% إلى 4% من وقت دورة حياة البعوض غير المعدل وراثياً، إلا أن الذرية الجديدة لم تكن ضعيفة بحسب التوقعات، بل يبدو أن البعض منها يصل إلى مرحلة البلوغ ويتكاثر.


ورغم أن أعداد البعوض تناقصت في بداية التجارب، إلا أن الأرقام عادت إلى الارتفاع بعد حوالي 18 شهراً. ويشير الباحثون إلى أن إناث البعوض اكتسب بشكل فطري خبرة تجنب التزاوج مع الذكور المعدلة وراثياً.


ولعل النتيجة الأسوأ كانت في اكتساب البعوض مزيداً من المرونة بفضل التعديلات الوراثية، فيما يعد أكبر تأثير مغاير لكافة التوقعات.

 

- قلق.. وإناث بعوض أكثر قوة :
وفيما حاول فريق الباحثين التأكيد لسكان المنطقة التي جرت بها التجربة أن البعوض من السلالة الهجينة لا يشكل أي مخاطر صحية إضافية، لكن لا تزال هناك دواع للقلق، حيث لم يتضح بعد ما هو تأثير هذا التعديل الوراثي على انتقال المرض أو مدى نجاح طرق التحكم والسيطرة الأخرى.


وتتكون مجموعات البعوض الموجودة حالياً في تلك المنطقة من 3 سلالات مختلطة هي مجموعة البعوض البرازيلي الأصلي، بالإضافة إلى سلالات من كوبا والمكسيك، والسلالة المعدلة وراثياً. ويرى بعض الناقدين أن التجربة جعلت سلالة إناث البعوض mozzies أكثر قوة ككل.

 

المصدر: العربية

اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


اظهار أخبار متعلقة


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة