الأحد 2024-11-24 09:26 ص
 

أغار من لبنان!

10:35 ص

كان الملقي مرعوبا من الثقة، فالمجلس جديد، والفكر جديد.. ولأن الأرق بدأ يظهر على الرئيس من شدة التفكير وقلّة النوم أشار عليه أحد الأصدقاء بأن يذهب الى عرّافة معروفة لتتوقع له إن كان سيحصل على الثقة أم لا، وبالفعل ذهب الملقي وحين وصوله جلس مع كل من لديه معضلة في تقريب الحبيب، جاء دوره وسمح له بالدخول، فقال للعرافة: أريد أن أعرف إن كنت سأنال الثقة ام لا، فقالت له: بسيطة، ممن تريد الثقة، فقال لها: من مجلس النواب الأردني، فضحكت العرافة طويلا وقالت له: وهل تريدني أن أستحضر لك الجني الآن لأسأله عن ثقة من مجلس النواب الاردني، فقال لها: نعم سيدتي، فقالت له العرافة: أعتذر منك، هناك تعميم من الجن الى كل العرافين في دول العالم يمنع فيها سؤاله عن كل مايتعلق او سيحدث بمجلس النواب الاردني، فقال لها: وما السبب؟! فقالت له: لأن سر مهنتنا أن نتوّقع ما لايعرفه البشر، لا ما يعرفه كل البشر، ولو أدخلنا توقعات مجلس النواب الأردني إلى خدماتنا لأصبحت منذ زمن بعيد أعمل على بسطة (خبيزة)، ولكان الجن قد تقاعد مبكرا من الضمان الاجتماعي، فليس لنا خبز مع مجلس لا يخلف التوقعات أبدا، فقال لها: يعني سأحصل على الثقة، فقالت له: سيدي الرئيس في إحدى المرات استدعي فني صوت لإصلاح عطل فني طارئ أثناء انعقاد جلسات مجلس النواب، وهو الآن يحضر للعلاج لديّ، فقال لها: من ماذا؟! فقالت بدل أن يعطوه أجره أعطوه ثقة، ولليوم يحضر مع زوجته للعلاج فهي تشتكي من عدم إصلاحه للكيزر بحجة عدم توفر المنح، ويهدد برفع أسعار بدل استخدام (الدش)!

اضافة اعلان

نعم أغار من لبنان، ذلك البلد المحدود الموارد، فهم منذ أسابيع لم تستطع الكتل النيابية ولا رئيس الدولة ولا الرئيس المكلف التوافق على وزير بيئة، بينما نحن في عشر دقائق توافقنا على رئيس و 30 وزيرا !!

نعم أغار من طوني، ذلك النائب اللبناني الذي لن يمنح الثقة للحكومة إلا بعد أن يرى برنامجا وطنيا محدد الأهداف ينقذ لبنان من أزمته الاقتصادية، بينما ربط (مجعص) منح الثقة من عدمها للحكومة بضحكة الوزير من عدمها!

نعم أغار من الحريري، فهو يجري المشاورات جهارا نهارا وكلما حضر اسم في باله لدخول الحكومة، يتم عرضه على مختلف الأطياف السياسية والإعلام ليدور نقاش معمق حول خبراته وقدراته، ونحن الوزير يكون نائما في منزله ويتم الاتصال به ليلتقي هو والرئيس متخفيين وكأنهما سيخططان لدخول غزوة وليس دخول حكومة، فيوشوش الرئيس في أذنه بصوت منخفض: أشششششش راح تكون وزير معي، فيرد هو بصوت أخفض: أشششششش موافق سيدي، فيقول له: أشششششش بشرط أن لاتعلم حتى زوجتك وأولادك عن اختيارك، فيقسم له بأغلظ الايمان أن لا أحد سيعلم، هذا فقط شرط دخول الحكومات الأردنية أن لايعلم أحد باختيارك، وكأننا نختار لاعبا محترفا لنادي كرة قدم ونخاف أن يختطفه فريق منافس!

84 نائبا منحوا الحكومة ثقة وأساس تشكيلها (أششششششششش )، فكم سيكون الرقم لو ما سمعوا بها من الإعلام مثلهم مثل أعضاء منتدى (الحميضة)!


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة