مرة أخرى 'يندلع' الجدل حول اللقاءات التي تجمع بين سياسيين وسفراء دول أجنبية في الأردن. وعادة ما يكون لهذا الجدل نكهة خاصة عندما يتعلق الأمر بسفراء دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
المفارقة الطريفة أن الجدل في آخر مرة دار، على نطاق واسع، حول لقاءات لم تحدث أصلا. ورغم نفي الطرفين؛ السفارة الأميركية وقادة أحزاب تحت التأسيس، إلا أن ذلك لم يمنع إطلاق صيحات التنديد بهكذا اجتماعات، واستنكار المبدأ من أساسه. وبما أن اللقاء المزعوم هذه المرة يخص السفيرة الأميركية، فكان لا بد من استثمار الفرصة لشن هجوم على الولايات المتحدة وسياساتها، وتجديد قسم العداء لها.
لسنا في معرض مناقشة الموقف من سياسات أميركا في المنطقة، ففي هذه المرحلة تحديدا لا تحظى سياساتها برضى الحكومات العربية، فكيف بأحزاب المعارضة ووسائل الإعلام.
لكن السؤال: هل الاختلاف مع أميركا في سياساتها، يجعل اللقاء والحوار مع ممثليها الدبلوماسيين أمرا محرما؟ وهل ينسحب الأمر على سفراء جميع الدول الأجنبية والعربية أيضا؟
ليس ثمة قواعد ثابتة لدى النخب السياسية بهذا الخصوص؛ فلطالما كانت هناك مقاربات مختلفة للعلاقة مع الدبلوماسيين الأجانب. وكثيرا ما كانت لجماعات سياسية أردنية علاقات وطيدة مع سفارات أجنبية، ثم انقلبت لضدها بمجرد أن اختلفت المواقف السياسية. وأبرز مثال على ذلك علاقة الإسلاميين على سبيل المثال مع السفارة الإيرانية، التي شهدت في سنوات سابقة علاقات ودية، سرعان ما تبدلت بعد التطورات الأخيرة في سورية.
اليساريون والقوميون ما كانوا ليمانعوا في الماضي بزيارة السفارة القطرية أو استقبال دبلوماسييها، لكن مثل هذا الأمر لم يعد واردا في الوقت الحالي، بسبب الخلافات حول سورية أيضا.
السفيرة الأميركية تزور مناطق عديدة في الأردن، وتعقد اجتماعات مستمرة مع سياسيين أردنيين، ومثلها يفعل سفراء بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ولا أجد في مثل هذه اللقاءات ما يثير الحساسية أو التبرم.
المؤكد أن معظم الذين تلتقيهم السفيرة الأميركية تسمع منهم انتقادات قوية لسياسة بلادها في المنطقة. كما أن كثيرين يجدون معها قواسم مشتركة، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للأردن وللمشاريع الخدمية والتنموية.
وضع العلاقة مع السفراء الأجانب، باستثناء السفير الإسرائيلي طبعا، في دائرة الحرام والحلال فعل 'عباطة' من السياسيين. تخبرنا كتب التاريخ الحديث للأردن أن أشد المعارضين لسياسة بريطانيا في خمسينيات القرن الماضي كانوا يلتقون باستمرار مع السفير البريطاني في عمان، من دون أن يكون لهذه اللقاءات تأثير على مواقفهم السياسية.
من حق الأحزاب السياسية أن تربط مواقفها من العلاقة مع السفارات الأجنبية بالمواقف السياسية لبلدانها. لكن مهما بلغ الاختلاف، لا ينبغي أن يصل حد القطيعة؛ فالحوار في أحيان كثيرة يساعد في كسب تأييد الدبلوماسيين لقضايانا، حتى لو لم يكن لبرقياتهم وتقاريرهم تأثير مباشر على سياسة بلدانهم.
إن الحوار مع الدبلوماسيين الأجانب لا يرتب على المشاركين فيه أي التزامات من أي نوع؛ فما يقوله المرء في العلن يعيد قوله في الاجتماعات المغلقة. أما بالنسبة للسياسيين من أصحاب الوجوه المتعددة، فإن الأرشيف الدبلوماسي وكتب المذكرات كفيلة بكشفهم بعد سنوات.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو