الجمعة 2024-09-20 04:16 م
 
 

الكرامة .. وكل مكان قاتل فيه الجيش العربي

02:36 م

هذا تقليد ترسخ وأصبح سنوياً واحتفالاً شعبياً عسكرياً بامتياز. لكن معاركنا على أسوار القدس، وفي أحيائها القديمة، وفي باب الواد واللطرون بقيت مجرّد أحداث تاريخية نذكرها حين نذكر دورنا في الحفاظ على فلسطين. ومعاركنا في تحرير سوريا والعراق دون ذكر إلا حين نتحدث عن سعي المغفور له مؤسس المملكة، ولعلنا نذكر، دون تفاصيل، تحركات اللواء الأربعين على جبهة الجولان 1973، ونذكر فرض الأمن على حدودنا مع سوريا، وفي مدن المملكة في السبعينيات من عام 1970، دون اهتمام وخلطها بما يسمى بالوحدة الوطنية.. والوحدة الوطنية شيء آخر غير الفوضى المسلحة باسم.. تحرير فلسطين في الأردن!اضافة اعلان

جيشنا هذا، يوم عيد الكرامة، وكل أعياد بطولاته، بقي خلال القرن الماضي عنواناً ضخماً لكيان الدولة الأردنية، فقد كان هيبة الدولة في عالم عربي يتصايح كلما مسّته قارعة، ويندب كلما أضاع أرضاً أو فقد شعباً في أرضه.. وكان يخشاه الساسة العرب في يد الشهيد المؤسس ولذلك فقد كان الجيش متهماً في الصحيفة والإذاعة والبيان الحزبي، ولكنه كان فوق الاتهام حين يضرب ضربته!!.
نحن فخورون بجيشنا لا لأنه قوي فقط، ولا لأنه صاحب شومات وأخلاق، وإنما لأنه حامي الشعب، وحامي الاستقرار، وحامي الكرامة الوطنية، وفي الوقت الذي نرى فيه الجيوش تقصف أحياء المدن، وتدمر ممتلكات الشعب، نجد فيه جيشنا يستقبل عشرات آلاف الفارين من بطش الجيوش الوطنية، وينقلهم إلى حيث الاستشفاء والطعام والمأوى الدافئ!
كانوا يقولون: جيش أبو حنيك.. خسئوا فقد كان الجيش العربي.. جيش عبدالله بن الحسين، وجيش طلال والحسين وعبدالله الثاني. فهذه القوة كحد السيف لها ولاؤها الوطني والقومي، ولها قيادتها التاريخية، وأسسها ثائر من ثوار القومية العربية. ولا تدين إلا بهذه القومية، ولا تقبل إلا بهذه القيادة.
على مؤرخينا: محمد عدنان البخيت وعلي محافظة وهند أبو الشعر والمئات من العاملين في الجامعات ومراكز البحث، ووثائق القيادة العامة، أن يضعوا الخطط لبحوث جادة تؤرخ للجيش العربي، وتضع الحقائق أمام شعبنا وشعوب العرب.. لأن دور هذه القوة الغلاّبة لم ينته، وأمامنا معارك وأشواط.
احتفالنا بالواحد والعشرين من آذار الكرامة هو احتفال بتاريخ جيشنا المجيد. وبمعاركه الظافرة ونقرأ أسماء الشهداء في سفر الخلود، ونتمنى أن نحتفل ونقرأ أسماء شهداء باب الواد واللطرون والقدس والجولان وكل مكان سقط فيه جندي اختار المنية لا الدنية!


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة